وجدت قصتين من قصص الشاطر حسن القديمة تختلف إحداهما عن الأخرى ..وسأضع الثانية بإذن الله في المشاركة القادمة ..
---------------------------------------------------------------------------------
في قديم الزمان ..يُحكى أن هناك فتىً فقيراً يدعى حسن ، وكان يعمل صياداً وذات يومٍ وهو سائر على شاطئ البحر رأى فتاة حسناء تلبس أحسن الثياب وأغلاه ، انبهر بملابسها ومن معها من الناس يتوددون إليها وينتظرون رهن إشارتها لتلبية أوامرها .
وفي اليوم التالي رأى تلك الفتاة مرة أخرى ، وهكذا تعود على رؤية تلك البنت الحسناء وهي كذلك تعودت أن تراه وخاصة بعد أن أعجبت بنشاطه وصبره وحبه للعمل .
وبعد مرور الأيام والشهور فجأة انقطعت هذه الفتاة ولم يشاهدها الفتى رجع إلى منزله وقد أحس أن هناك شيئاً ينقصه وأحس أن رؤية تلك الفتاة له وابتسامتها كانت تزيل عنه تعب وعناء اليوم بأكمله ..
وقرر الفتى الشهم البحث عن تلك الفتاة ربما أصابها مكروه وفي اليوم التالي و كعادته بعد انتهاء العمل انتظر في ذات المكان فلم يجدها وبعد برهة وجد رجلاً يناديه ...
فإذا هو أحد الرجال الذين كانوا يأتون مع تلك الفتاة فلما اقترب منه قال له تعالى معنا الآن .
تساءل حسن مستغرباً: إلى أين ؟
قال له: إلى قصر الملك .
قال: لماذا ؟
قال له: هذا أمر الأميرة بنت ملكنا.
فقال حسن وما زالت الدهشة لم تفارق وجهه: أهي تعرفني ؟!
قال: نعم.
فقال حسن: إنني لم أرها من قبل ولم أذهب إلى الملك من قبل ولا مرة واحدة.
قال له: إنها كانت تراك كل يوم في هذا المكان.
وهنا أدرك الشاطر حسن أن تلك الفتاة التي كان يراها لم تكن إلا الأميرة فقال للرجل وكيف حالها ؟
قال: إنها مريضة جداً وتريد أن تذهب إلى رحلة في البحر كما نصح الأطباء.
وفعلا أخذها الشاطر حسن في رحلة إلى وسط البحر وقص علها قصص البحر والجن والصيادين والغواصين واستمرت الرحلة عدة أيام.
لم تعد الفتاة إلى أبيها الملك إلا بعد أن تم شفاؤها ورجعت إلى قصرها وعرض الملك على الشاطر حسن أن يعمل لديه في القصر فاعتذر وأعلنت الأميرة أنها تحب ذلك الشاب وتريد الزواج منه فحزن الملك لذلك ولكنها أصرت على طلبها.
فكر الملك في حيلة حتى لا يتم زواج ابنته من الشاطر حسن ... فقال له شرط موافقتي على زواجك من ابنتي أن تأتي لي بدرة ثمينة لا يوجد مثلها في البلاد.
ذهب الفتى حزيناً كيف يأتي بهذه الجوهرة وهو فقير لا يملك المال وأخذ يدعو الله أن ييسر له هذا الأمر وذات يوم لم يوفق في الصيد ولم يصطد من الأسماك إلا سمكة واحدة تكفي لعشائه فقط فرجع وهو راضٍ وقانع بما رزقه الله وبينما هو ينظفها إذا هي تتكلم وتقول له إن بداخلي جوهرة ثمينة لا يوجد مثلها في البلاد فاندهش الفتى وفتحها فوجد بداخلها جوهرة كبيرة لامعة وجميلة.
في تلك اللحظة تذكر بالطبع الملك وابنته الأميرة فقرر أن يطير إلى الملك ويعطيه الجوهرة فوافق الملك على زواج الأميرة الحسناء من الفتى الجريء الشاطر حسن.