تعديل

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

أضغاث أحلام ...


رأيتُ في النومِ أني راكبٌ فرسـاً *** ولي عبيدٌ وفي جيبي دنــانـير

فقُلتُ هيا إلى دارِ الأمير تـجــــد *** ما قد رأيتَ وللأحـــلام تفسيرُ

______________________

فلما أن جاء قصر الأمير ..وكان بخيلاً فعاجله بالإجابة: 

رأيتَ ما قد رأيتَ في منامتك التي 

أخبرتَ قصتها وطلبتَ تفسيرُ

أما الحصان فشرٌ قد تُساق له 

لا ينفعنك فيه إحسانٌ وتدبيرُ

ليلٌ طويلٌ أسودُ لا خلاص له 

تلك العبيد التي لا ترجو تحريرُ

أما الدنانير التي في جيبك اختبأت

فخلاص ذاك الشرُ من مالك كثيرُ


فما كان من الرجل إلا أن قال: مولاي الأمير ..ما هي إلا أضغاث أحلام لا تأويل لها ولا تفسيرُ!





الجمعة، 14 نوفمبر 2014

القصيدة اليتيمة ..قصة من عالم آخر وقصيدة غاية في الروعة ..

هي قصيدة الشاعرالحسين بن محمد المنبجي ، وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، لكن أول من ذهب إلى أن هذه القصيدة هي لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.

القصة غاية في التراجيديا، وهي أنه كان هناك أميرة في نجد تدعى دعد وقد قطعت عهداً على نفسها أن لاتتزوج إلا لمن يكتب بها ولها أجمل قصيدة، وقد شاع صيتها بين الشعراء في بلاد العرب، وتوافدت الشعراء من كل حدب وصوب على أن تفوز ب"دعد" لكن لم يفلح أحداً في ذلك، وكتب دوقلة القصيدة وانطلق قاصدا دعد في بطحاء الجزيرة العربية، وفي طريقه لنجد وربى نجد ومن أجل دعد، قطع دوقلة المسافات، طلباً للود وبحثاً عن الجمال، وفي طريقه، قابل إعرابياً وتعارفا على بعضهما البعض.فسأله الإعرابي إلى أين ياأخى العرب؟فقال دوقلة إلى حمى دعد .قال الإعرابي: هذا يعني أنك كتبت ملحمتك وأعددت نفسك للقاء الأميرة؟قال دوقلة : نعم يا أخى العرب.قال الإعرابي: اسمعني إياها با أخى العرب.

فروى دوقلة القصيدة، وكان من عادة العرب حفظ الشعر من الرواية الأولى عند كثير من رواة العرب، ولما فرغ منها، أعجبت القصيدة الإعرابي، ولكنه لم يحفظها من الرواية الأولى، فطلب من دوقلة أن يعيدها عليه، فكررها ومازال يطلب منه حتى حفظ الإعرابي القصيدة. عندئذ قام الإعرابي وقتل دوقلة وحمل القصيدة في قلبه لدعد، وعندما وصل لبلاط الأميرة أخبروها بقدوم شاعر من بلاد بعيدة، حيث نسي الإعرابي موطنه الأصلي عندما حل في بلاط الأميرة.



طلبت دعد من الشاعر أن يسمعها القصيدة، فبدأ يرتل ويصدح، إلى أن وصل لبيت في القصيدة، حفظته "دعد" (وقد كانت على قدر من الثقافة والمعرفة وحب الشعر) وبعد أن فرغ الإعرابي من تلاوة القصيدة،قالت دعد: اقتلوه فإنه قاتل زوجي.

فتعجب من في البلاط لفكرة الأميرة وسألوها كيف عرفت أنه قتل زوجها،فقالت الأميرة، يقول هذا الشاعر في قصيدته: 

إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني *** أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

فالأعرابي ليس من تهامة ولا في لكنته شيء من هوى نجد.

هذه مأساة شاعر عاشق، وتلك حكاية أميرة تبحث عن الخلود في بحور الشعر. لقد صح بصاحبنا الإعرابي قول العرب:


"مقتل الرجل بين فكيه"



هَــل بِــالـــطُـلولِ لِــسائِـل رَدُّ *** أَم هَـــــل لَـــها بِـــتَـــكَـلُّم عَــــهدُ

درس الــجَـديـدُ جَـديدَ مَعهَدِها *** فَــــكَــأَنَّــما هــــو رَيـــطَةٌ جُــردُ

مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى *** عَرَصــــاتِها وَيُــــقَـهـقِـهُ الــرَعدُ

وَتُــلِـثُّ ســـــارِيَـةٌ وَغــــادِيَـةٌ *** وَيَــــكُرُّ نَـــــحسٌ خَــــلفَهُ سَـــعدُ

تَـــلـقى شَـــآمِــيَةٌ يَــــمــانِــيَـةً *** لَــــهُما بِـــــمَورِ تُـــرابِها سَـــردُ

فَكَسَت بَــواطِنُها ظَـــواهِــرَها *** نَـــوراً كَــــــأَنَّ زُهــــاءَهُ بُــــردُ

يَــغـدو فَـيَــسـدي نَسجَهُ حَدِبٌ *** واهــــي العُــــرى ويـــنيرُهُ عـهدُ

فَــوَقَفت أســألـها وَلَــيسَ بِــها *** إِلّا الـــــمَها وَنَــــقـــانِــقٌ رُبـــــدُ

وَمُــكَـدَّمٌ فـي عـــانَةٍ جـــزأت *** حَــــتّى يُــــهَيِّجَ شَــــأوَها الــوِردُ

فــتـناثرت دِرَرُ الشُـؤونِ عَلى *** خَـــــدّى كَــــما يَـــتَـناثَرُ الــــعِقدُ

أَو نَـضحُ عَـزلاءِ الشَعيبِ وَقَد *** راحَ العَـــسيف بِــــمـلـئِها يَـــعدو

لَــهَـفي عَــلى دَعدٍ وَمـا حفَلت *** إِلّا بــــــحرِّ تـــــلَــهُّـفــي دَعـــــدُ

بَــيضاءُ قَد لَــبِسَ الأَديـمُ أديـم *** الحُـــــسنِ فـــهو لِجِــــلدِها جِــــلدُ

وَيَــزيـنُ فَــودَيـها إِذا حَـسَرَت *** ضـــــافي الغَــــدائِرِ فــاحِمٌ جَــعدُ

فَالوَجهُ مـثل الصُبــحِ مــبيضٌ *** والفَــــرعُ مِـــثلَ اللَــــيلِ مُـــسوَدُّ

ضِــدّانِ لِـــما اسْــتُجْمِعا حَسُنا *** وَالضِــــدُّ يُــــظهِرُ حُسنَهُ الضِـــدُّ

وَجَــبينُها صَــلتٌ وَحــاجِــبـها *** شَـــــختُ المَــــخَطِّ أَزَجُّ مُـــــمتَدُّ

وَكَأَنَّـــها وَســـنى إِذا نَــظَـرَت *** أَو مُـــدنَفٌ لَــــمّا يُـــفِق بَـــــــعدُ

بِـــفـتورِ عَـــينٍ مــا بِــها رَمَدٌ *** وَبِـــها تُـــداوى الأَعـــيُنُ الرُمــدُ

وَتُـــريكَ عِـــرنـيـنـاً بــه شَمَمٌ *** وتُـــريك خَــــدّاً لَــــونُـهُ الــــوَردُ

وَتُــجيلُ مِـسواكَ الأَراكِ عَلى *** رَتــــلٍ كَــــأَنَّ رُضــابَـهُ الشَــــهدُ

والجِـــيدُ مــنها جـــيدُ جـازئةٍ *** تــــعطو إذا مـــا طـــالها المَـــردُ

وَكَــأَنَّـمــا سُـــقِـيَت تَــرائِبُــها *** وَالنَــــحرُ مـــاءَ الحُسنِ إِذ تَـــبدو

وَاِمتَدَّ مِن أَعـضادِها قَــــصَبٌ *** فَــــــعمٌ زهــــتهُ مَـــــرافِـقٌ دُردُ

وَلَــــها بَــــنانٌ لَــو أَرَدتَ لَــهُ *** عَـــقداً بِـــكَـفِّكَ أَمـــكَنُ العَـــقــدُ

وَالمِـــعصمان فَــما يُـرى لَهُما *** مِــــن نَــعمَةٍ وَبَـــضاضَةٍ زَنـــدُ

وَالبَـــطنُ مَــطوِيٌّ كَما طُوِيَت *** بـــيضُ الـرِيـاطِ يَصونُها المَـــلدُ

وَبِخَــــصرِها هَـــيَفٌ يُــزَيِّــنُهُ *** فَـــــإِذا تَــــنوءُ يَــــكادُ يَــــنـقَــدُّ

وَالتَــــفَّ فَــــخـذاهــا وَفَوقَهُما *** كَـــفَلٌ كـــدِعصِ الــرمل مُشتَــدُّ

فَنـــــهوضُـها مَثنىً إِذا نَهَضت *** مِـــن ثِــــقلَهِ وَقُــــعودها فَــــردُ

وَالســــاقِ خَـــرعَـبَةٌ مُــنَـعَّـمَةٌ *** عَبِــــلَت فَــطَوقُ الحَجلِ مُـــنسَدُّ

وَالكَــــعـبُ أَدرَمُ لا يَــبينُ لَـــهُ *** حَـــجمً وَلَــــيسَ لِــــرَأسِهِ حَـــدُّ

وَمَـــشَـت عَـلى قَدمَينِ خُصِّرتا *** واُليـــــنَـتـا فَـــتَكـــامَـلَ القَـــــدُّ

إِن لَـــم يَـــكُن وَصــلٌ لَدَيكِ لَنا *** يَشـــفى الصَــبابَةَ فَليَكُن وَعـــدُ

قَــد كــــانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً *** فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَـــدُّ

لِلَّهِ أشــــواقــي إِذا نَـــــزَحَـــت *** دارٌ بِــــنا ونـــوىً بِــــكُم تَــعدو

إِن تُــتـــهِمي فَـــتَهامَــةٌ وَطني *** أَو تُــــنجِدي يـــكنِ الهَوى نَجدُ

وَزَعَمتِ أَنَّـــكِ تـــضـمُرينَ لَنا *** وُدّاً فَــــهَــــلّا يَـــنــــفَــعُ الــــوُدُّ

وَإِذا المُـــحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم *** يُــــعـطَـف عَـــلَيهِ فَـــقَتلُهُ عَــمدُ

تَـــخـتَصُّها بِالحُــبِّ وُهيَ على *** مـــا لا نُــــحِبُّ فَــــهكَذا الوَجــدُ

أوَ مـــا تَرى طِـــمرَيَّ بَــينَهُما *** رَجُـــلٌ أَلَـــــحَّ بِـــهَزلِــهِ الجِـــدُّ

فَالسَـــيفُ يَـقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ *** وَالنَــــصلُ يَــفري الهامَ لا الغِمدُ

هَــــل تَـــنفَعَنَّ السَـــيفَ حِليَتُهُ *** يَـــومَ الجِــــلادِ إِذا نَـــبا الـــحَــدُّ

وَلَـــقَد عَـــلِمتِ بِــأَنَّـنـي رَجُلٌ *** فــي الصـــالِحـاتِ أَروحُ أَو أَغدو

بَــردٌ عَــلى الأَدنــى وَمَـرحَمَةٌ *** وَعَـــلى الـحَـــوادِثِ مـــارِنٌ جَلدُ

مَـــنَعَ المَـــطامِـعَ أن تُـــثَلِّمَني *** أَنّــــي لِمَــــعوَلِـــها صَـــفاً صَـلدُ

فَــــأَظلُّ حُـــرّاً مِـــن مَـــذّلَّتِها *** وَالــــحُــرُّ حــــينَ يُـــطـيعُها عَبدُ

آلَـــيتُ أَمـــدَحُ مــــقرفاً أبَـــداً *** يَــــبقى الـــمَـديحُ وَيَـــذهَبُ الـرفدُ

هَــيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَـــلَفٌ *** خَــــمَدوا وَلَـــم يَــــخـمُد لَـهُم مَجدُ

وَالجَــدُّ حــــارثُ وَالـبَنون هُمُ *** فَـــزَكا الـــبَنون وَأَنـــجَـبَ الــجَـدُّ

ولَــئِن قَـــفَوتُ حَـــميدَ فَــعلِهِمُ *** بِــــذَمـــيـم فِـــعلي إِنَّـــني وَغــــدُ

أَجـــمِل إِذا طـــالبتَ في طَلَبٍ *** فَــــالجِــدُّ يُـــغني عَـــنكَ لا الــجَدُّ

وإذا صَـــبَرتَ لجـــهد نــازلةٍ *** فـــكـأنّــه مـــا مَـــسَّــكَ الـــجَــهـدُ

وَطَـــريدِ لَـــيلٍ قـــادهُ سَــغَبٌ *** وَهـــــنــاً إِلَــــيَّ وَســـاقَــهُ بَــــردُ

أَوسَـــعتُ جُـهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً *** وَعَـــلى الـــكَـريمِ لِـــضَـيفِهِ الجُهدُ

فَتَــصَـرَّمَ المَـــشتي وَمَـــنزِلُهُ *** رَحـــبٌ لَـــدَيَّ وَعَــــيـشُـهُ رَغـــدُ

ثُـــمَّ انـــــثنــى وَرِداوُّهُ نِـــعَمٌ *** أَســــــدَيــتُــها وَرِدائِــيَ الـــحَــمـدُ

لِيَــــكُن لَدَيكَ لِســــائِلٍ فَــرَجٌ *** إِن لِــم يَـــكُــن فَـــلـيَـحـسُـن الــرَدُّ

يـــا لَـــيتَ شِــعري بَعدَ ذَلِكُمُ *** ومــــحارُ كُــــلِّ مُـــؤَمِّــلٍ لَـــحــدُ

أَصَــريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى *** أَودى فَــــلَـيـسَ مِـــنَ الـــرَدى بُــدُّ

 

الخميس، 6 نوفمبر 2014

سجل ..أنا عربي ..!

كنت في أحد المواقع على الانترنت الذي يتواصل الحاضرون فيه باللغة الانجليزية من باب تحسينها وتبادل المعلومات والثقافات ..تفاجأت بأن الإيرانيين فيه يفخرون ببلدهم ويعتبرونه بلد متقدم ..طموح ..وجميل ..ويفتخرون بأنهم إيرانيون ..!

استغربت ..فهي البلد "العدو" للغرب كيف يسمح لها بالتقدم ..؟! أليس في ذلك خطر داهم ..؟!! 

ولماذا لم يفعل بها ما فعل بالعراق وأفغانستان وسوريا والصومال ومصر وتونس و ..والقائمة تطول ..؟!

ألا يرى عقلاء الأمة أن إيران استغلتهم لمصالحها أسوأ استغلال ..؟! 

بالمناسبة ..أحاول أن أجد عربي يفتخر بعروبته لكن أعتقد أن الإجابة لا خلاف عليها .."لا يمكن الوصول حالياً ..يرجى المحاولة بعد حملة جبارة -نسأل الله أن يرزقنا إياها- لتغيير العقل العربي وثقافته وإصلاح ما أصابها من تشوهات ..!"


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More