تعديل

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

من الذي حرق البوصلة ..؟!

من الذي حرق البوصلة ..؟! 

بعد هجمات فرنسا الأخيرة تباينت ردود الأفعال بشكل كبير جداً بيننا في المجتمع العربي الإسلامي ..فما بين مؤيد وبقوة لكل ما يضرب عمق الغرب "الصليبي" بغض النظر عن كون العمل قد مس مدنيين أم لم يفعل، ومنهم من أدان بشدة مثل هذه الأعمال ..
وما بين هذا وذاك ..ظهر من يرفض هذه الأعمال لكنه يجد تبريراً لها كون فرنسا أحد المشاركين الفاعلين في حرق العالم الإسلامي وخصوصاً في سوريا وليبيا ..ومُذكريّن في الوقت نفسه بما فعلته فرنسا في الجزائر بقتلها لمليون مسلم، وجرائمها في مالي ..

كانت تلك هي الآراء في مجملها وباختصار .. لكن هنالك تساؤل مهم لم يغادر خلدي من ذلك الوقت..

ما الذي يميزني كـ"مسلم" عن العالم أجمع ..؟ 

أولاً:
تحية الإسلام هي "السلام" ..وهي الكلمة التي يُتاجر بها العالم أجمع دون أن يحققها إلى الآن "World Peace"  ..بل أفعال العالم تودي إلى العكس تماماً ..!

أن يكون دين تقوم تحيته على هذه الكلمة..يستحيل أن يلتقي في مضامينه مع فكر العصابات وأعمال المافيا ..
وفي نفس السياق يحضرُني ما أصبح يُصوّر في الأفلام ..ونراه أحياناً واقعاً للأسف، من تجهم الوجه مع قول "السلام عليكم" ..وكإنها إعلان حرب ..بدلاً من سلام ..!!

ثانياً: 
المسلم ..يسلم الناس من لسانه ويده، وما يميزه عن العالم أنه يقابل الإساءة بالإحسان "ادفع بالتي هي أحسن السيئة" (المؤمنون) ..وهي قمة الخلق الراقي ..وإلا فما يميزنا كمسلمون ..؟! 

ثالثاً:
المسلم في ثأره عادل .."وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولإن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين" (النحل)، فلا يجوز له أن يثأر من الأحفاد بجرم الأجداد ..! 

رابعاً: 
المسلم صاحب رسالة في أصله ..ورسالته ليست قتل العالم وإرساله إلى الجحيم ..بل أن يبذل الجهد في "تبليغ" هذه الرسالة ليُسمعها الجميع ..ليُمهد له طريق الجنة كما يطمح ويعتقد، وما كان من قتال فهو لا يتخطى إزالة العوائق التي تحول دون تبليغها ليس إلا .. وبذلك هو لا يقاتل مدنيين عزل ولا يُروّع أمنهم، فهو يختلف عن التتار بالتأكيد، ..بل بالعكس قتاله من أجلهم ومن أجل أن يصل إليهم بدعوته..
فإذا كان في زماننا الوصول إلى الغرب ودعوته في عقر داره دون عوائق إلا قليلاً أصبح أمراً سهلاً ويسيراً ..فالأولى أن نرى ربما اختلافاً للعلماء في موضوع جهاد الطلب ..ليس أن يختلف الناس في تفجير الآمنين ..!

هذه هي البوصلة التي أرى -مما قرأت وشاهدت من مواقف- أنها لا أقول انحرفت ..بل احترقت ..فمن الذي فعل ذلك في عقولنا ..؟! 





الأربعاء، 13 مايو 2015

فتنة العصر ..موجة التشكيك ..

الكثير من الشباب أصابتهم آفة الانسلاخ عن ديننا الإسلامي بطريقة أو بأخرى ..بالتشكيك في العقائد ، الفقهيات ..أو الأئمة الأعلام ..
على كلٍ ..قد يرى الكثير هذه ردة فعل طبيعية على مخلفات الحركات "الإسلامية" ابتداءً من الإخوان وانتهاءً بالدواعش ..والعلم عند الله من سيأتي لنتحسر على أيام داعش ..!
الهدف واضح ..التوجه إلى النتيجة التي وصل إليها الغرب بعد الصراع مع الأمراء والكنائس للوصول إلى نتيجة "اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر ملك" ..مع إسقاطها على شيوخنا وحكامنا ..!
أقول مرة أخرى هناك بالفعل من يستحق الشنق لأنه كان أداة ضرب الدين في نفوس المسلمين حتى أصبحت "التشكيك" فتنة العصر ..
ولأن منطلق جميع المشككين متشابه ..فأنا ممن لا يحاور المشكك بالنصوص ولا بالنقل ، ولكن أحاوره بالعقل ..فإن كان شكك إلحاداً فبئس الفكر لأنه يتنافى مع أبسط طرق التفكير والاستنتاج السليمة ..
لن أخوض في داروين التي لا أدري كيف تم ربطها بالإلحاد لكن هناك من الملحدين من يفعل ..ليشكك في خلق آدم عليه السلام ..وهذا أرجعه لكتاب لأربعة فيزيائين اسمه "أجمل تاريخ للكون" كتابه أربعة فيزيائيين ممن يبدأون قصة الكون من الانفجار العظيم وحتى تطور الإنسان ، لكن للأسف هم نفسهم اعترفوا في كتابهم أن هنالك حلقة مفقودة بين آخر "قرد" أسموه ..وبين الإنسان ..!
وأرجعه أيضاً إلى فيلم وثائقي لستيفن هوكينج ..وكم مرة استخدم فيه كلمة "لحسن حظنا" ، "وكم كنا محظوظين" وهو يتحدث عن نشأة الكون ..!
(سأحاول تزويدكم بتفاصيل الكتاب والفيلم في التعليقات ..إن شاء الله)


أما لو كان تشكيكك في التشريع فهذا باب يطول الحديث فيه ولا ينتهي لكثرة المدلسين والوضّاعين ..ومن ألف على سيد البشر ..ومن دس السم في الدسم ..وأخيراً من اجتهد فأخطأ ..واجتهد ..فرخّص ..واجتهد فخبّص وما أكثرهم ..
والمشككين للأسف عادة ما يستندون على كثيرٍ من ذلك ..
أما من تعمّق منهم فيبدأ بالحديث في البخاري ومسلم ..وأقول من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه ..فإن لم تُلم جيداً بكافة ظروف الحديث وما قيلت فيه فلا تبتدئ النقاش بغير علم ..لأنه لن يكون غير منطقياً على الإطلاق ..

أخيراً وليس آخراً ..من يضرب على أوتار الفتن والملاحم ومعارك الجمل وصفيّن وغيرها ..
أقول ..إنّ هذه الفتن مهما بحثت في تفاصيلها فلن تقف على حق مطلق ..لأن كتّاب التاريخ ليسوا دائماً كاملي النزاهة مهما كانت منزلتهم ..وإن ارتقت وعلت فقد يتعرض للهوى والميل ..وللنسيان لو افترضنا حسن النوايا ..!
وفي النهاية ..أين العقل السليم في خوض نقاشات ..بل وحروب في أحداث مرّ عليها 1400 عام ..؟!
والسؤال الأكبر ..هل تتوقف عقولنا عند تلك الحقبة ونستمر في دفع ضريتها ..بل هل سيشفع لنا افتتاننا بفتنتهم ..انسلاخنا عن الدين ..؟!
لن يشفع أحدٌ لأحد ..في انحرافه ..
وتذكروا جيداً ..الدين لن يموت ولن يُنقص ..لأن قرآن يتحدى أصحاب العقول بالتفكر وأن ما سيصلون إليه أنه دين كامل لا نقص فيه ولا خلل ..هو أهلٌ لهذا التحدي ..وهو منتصر لا محالة ..
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"
لن يكون شهيداً عليك سوى الله ..لا معاوية ولا علي ..لا داعش ولا الإخوان لا ماركس أو نيتشه ..

كنت أود الحديث عن وتر آخر يُضرب عليه ..وهو افتتان النساء بتفاصيل أخرى تبدأ من انتقاد العادات ..وذكورية المجتمع الشرقي وتنتهي بالطعن في النصوص لكن طالت المقالة ..وعذراً على الإطالة ..ربما في مرة قادمة ..ولكن أختم بقول مؤمن آل فرعون في كتاب الله العزيز:

"فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد"

السبت، 28 فبراير 2015

سلطان الأباريق ..

يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الاشراف على الأباريق لحمام عمومي، والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الابريق الى صاحبنا، الذي يقوم باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.


في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض، وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الابريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الابريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ ابريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق، فقال مسؤول الأباريق بتعجب: اذن ما عملي هنا؟!
إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق!

الأربعاء، 25 فبراير 2015

معلومة طريفة ..قصة مثل "الحكاية فيها إنَّ"


معلومة طريفة لا تخطر لكم على بال:
كثيرا ما نقول:
(الموضوع فيه إنّ)
أو (الحكاية فيها إنّ)


فما أصل هذه العبارة؟ ومن أين جاءت؟
يُقال إن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب، فلقد هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما. فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب.
ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا ولكنه أورد في نهايتها "إنَّ شاء الله تعالى" بتشديد النون!

فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ".
فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به،وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالإنعام".
ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا"، وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.
ومن هنا صار استعمال (فيها إنَّ)
دلالة على الشك ووجود سوء نيّة.

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

كيد الرجال غلب كيد النساء ..!



( كيد الرجال )

ٱورد الدكتور عبدالعزيز الخويطر حكايةً ظريفة فارسها هو قاضي في منطقة تبوك

وقال : كنت بصحبة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز في رحلة لتبوك ، في برنامج إنشاء القواعد العسكرية ، وفي أثناء انتظارنا أذان المغرب .

قال مدير الشرطة يا سمو الأمير دع الشيخ القاضي يحكي قصته مع زوجته غير المعلنة ؟!
( متزوجها بالسر )

فطلب اﻷمير من القاضي أن يقولها

فقال الشيخ : أني قد تزوجت بخفية عن زوجتي الأولى ، ولكنها أحسّت بذلك دون دليل ، وصرت كلما أثارت الموضوع
أقنعها بأن ما تتخيله وهم .

ثم اتفقت أنا وزوجتي الأخيرة على خطة لإقناعها،
ولتنفيذ الخطة ذهبت زوجتي الثانية ، إلى بيتي وقت صلاة الظهر ، وقالت لزوجتي الأولى : أريد أن أستشير الشيخ في أمراً ما..
فرّحبت بها الزوجة الأولى وقالت :
انتظريه ، فسوف يعود بعد الصلاة،
عاد الشيخ من الصلاة ، وأخبرته أن امرأة في الصالون تنتظره ، فدخل ومعه زوجته الأولى..

استمع الشيخ لما لدى المرأة من أمر يتلخص في :

أن لها زوجاً تحبه ويحببها ، ولكنها لاحظت في الأيام الأخيرة ، ما جعلها تشك أنه قد تزوج عليها وفاتحته فأنكر وأقنعها أن هذه وساوس الشيطان الذي لم يرضى الانسجام التام بيننا

وكلما أثرت الموضوع معه ، لأني لا أصبر ، أقنعني بأن ما أتوهمه بعيدا عن الحقيقة،
فقال الشيخ بعدما انتهت الزوجة الثانية من حديثها قلت لها :

اسمعي يا بنتي زوجك صادق، هذه وسوسة من وساوس الشيطان ، يقدمها أمامك إذا أراد أن يفسد بين المرء وزوجه فاستعيذي منه ، وأبعدي الشكوك من رأسك..

ثم قال : لماذا نذهب بعيداً ، هذه زوجتي قد عشش إبليس في رأسها وأوهمها بأني متزوج ،
وكلما قدمت لها الأدلة اقتنعت ولكنه لا يتركها، ويعود إلى وسوستها ثم تعود إلى نفس الموضوع ..

وأنا أمامك الآن أقـول:
إن كان لي زوجة خارج هذه الغرفة ، فهي : ((طـالق))



فقفزت زوجته الأولى ، وقبلت ركبتيه وقالت : ما بعد هذا شيء ، سوف أدحر إبليس ، ولن أعود للشك مرةً أخرى.

الجمعة، 30 يناير 2015

قصة الشاعر ديك الجنّ مع محبوبته ورد بنت ناعمة ..


قصة الشاعر ..ديك الجنّ


ديك الجن الحمصي وقصته مع حبيبته ورد بنت الناعمة ولد ديك الجن في مدينة حمص على نهر العاصي في سورية، وفي واحد من أحيائها القديمة (باب الدُريب)، واسمه عبد السلام بن رغبان لقب بديك الجن وعاش في هذه مدينته حمص حياته الحافلة التي امتدت قرابة خمسة وسبعين عاماً.


قصه ديك الجنّ وحبيبته ورد بنت الناعمة



خرج ديك الجن وصديقه بكر بين الحقول والكدر يأخذ منهما مأخذه.. بين البساتين .. وكانا قد دخلا أرضاً تابعة لأحد الديرة النصرانية عن غير وعي منهما .. سمعا بين ظلال أشجارها أصوات صبايا يتسامرن ويتراقصن ويغنين .. فاقتربا من الجمع .. وأصاخا السمع حتى خرجت تنهيدة من ديك الجن لجمال الصوت الذي سمع .. فانكشف أمرهما .. اقتربت الصبايا منهما .. وهددتهما إحداهن بأن تصرخ فتجمع عليه أهل الدير لينالا عقاب كشف سترهن والتعدّي على حرمة الجمع في مكان مخصص للدير وأهله فقط ، هنا قال لها ديك الجن وقد فتن بجمالها وبياض خديها ، أوتدرين لمن الأبيات التي كنتِ تتغنين بها منذ قليل .. قالت هذه لشاعر يدعى ( ديك الجنّ) فقال لها أنا ديك الجن ... فلم تصدقه قائلة إن ديك الجن أكثر شهامة ومروءة من هذه التصرفات ولا يعقل أن تكون أنت .. وإذا كنت أنت فائتني بأبيات تثبت ذلك من وحي أفكارك الآن .. فقال لها ..بصوته المتهدج الذي خالطه الوجد والجوى اللاعج ..:


قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت المنام
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من دوام ؟


سرت الحسناء .. لكنها لم تصدق بعد .. وقالت له باستطاعة أي هاوٍ قول ذلك مرة واحدة أو حفظ الأبيات .. فهلاّ غيرت القافية ..قال :

قولـي لطيفـك ينثنـي عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ فهل لوصلك من معاد ؟

بدأت الحسناء عندها تتيقن ولكنها طلبت منه تكرار تغيير القافية كي تقطع الشك باليقين .. فقال :


                                             قولـي لطيفـك ينثـنـي عن مضجعي وقت الهجوع
                                     كـي أستريـح وتنطفـي نار تؤجج فـي الضلـوع
                                      دنـف تقلبـه الأكــف على فراش مـن دمـوع
                                       أمـا أنـا فكمـا علمـتِ لوصلك من رجوع ؟


وكرر ذلك مرة رابعة .. أضاً .. فأعجبت الغادة الحسناء بشاعريته .. وقد كان اسمه قد سبقه إليها فوقعت في غرامه كما هام بها .... وبارك لهما هذا الحب صديقه بكر .. الذي كان يفديه بروحه ودمه ليراه سعيداً ...تزوج العاشقان ... ديك الجن الحمصي .. وورد بنت الناعمة كانت حياتهما عسل وشهد وحب ووفاء .. وصديقه بكر بن رستم أكثر منهما سعادة من فرط حبه وإخلاصه لــ ديك الجن .. رفيق صباه ودربه .. وكذا ديك الجن كان يثق بصديقه ويسر له بكل صغيرة وكبيرة ..
لم يعجب هذا الوضع شيطان اسمه ( أبوالطيب ) ابن عم ديك الجن .. فبدأ يتردد على بيته ويتودد من ورد في غياب زوجها ديك الجن بحجة سؤالها إ كانت تحتاج شيئاً .. وهي تصده وتصون غياب ديك الجن .. فبدأ الشيطان يخيط في رأس أبي الطيب مكيدة .. ينتقم بها من ابن عمه وينفث سموم حقده .. خاصة وانه كان يخاف أن تذيع ورد سرّ مراوداته لها ومحاولاته اليائسة للنيل منها ..فيفتضح أمره ..

كان ديك الجن متلافاً للمال .. فقد انفق كل ما ورث عن أبيه وجده من مال وعقار .... واستدان مبلغاً من أبي الطيب ذات يوم .. قبل زفافه من محبوبته .. فوجد أبو الطيب ضالته بهذا المر .. وبدأ مضايقاته لــ ديك الجنّ بحجة المال وحاجته له والإصرار عليه في أقرب وقت .. ولم تنفع توسلات ديك الجن معه .. فقرر ديك الجن السفر إلى سلمية إحدى مناطق الشام لمقابلة الأمير الهاشمي فيها ( أحمد بن علي ) الذي كان يوده .. لعله يحضر ما يسد به حاجة ابن عمه ويقضي عنه دينه .. أوصى صديقه بكر خيراً بــ ورد .. وودعها وسار مع القافلة .. ما إن تأكد أبو الطيب من مغادرة القافلة لــ حمص حتى ذهب بذريعة الاطمئنان عن زوجة ابن عمه إلى بيته .. وعاود عليها عروضه السخية بالمال .. والهدايا .. لكنها صدته شر صدود .. وأسمعته من الكلام ما يليق بخائن مثله .. وحافظت على حب الغائب الرابض في قلبها ... ديك الجن .. فزاد كل ذلك من قهر أبي الطيب .. الشيطان الذي لم يعد يفكر إلا بطريقة للانتقام من ورد .. ومن حبيبها .. لبث بضعة أيام .. وعلم أن القافلة في طريقها عائدة من سلمية إلى حمص .. فأرسل خبراً مفاجئاً لــ ورد مع نفر من مقربين له .. أن ديك الجن تعرض في الطريق هو والقافلة لقطاع طرق وقتلوه .. وأن رهطاً من المدينة ذهبوا لإحضاره للدفن ...لكم كان وقع الخبر صاعقاً على روح ورد وقلبها ... فلا الدمع يفيه حقه كحبيب ولا العويل ...
وكي يستكمل أبو الطيب مخططه الشيطاني .. مع اقتراب وصول ديك الجن للحي .. أرسل مسرعا في طلب بكر .. الذي صدق الخبر بموت صديقه وصعقته الصدمة أيضاً .. لكن أبا الطيب قال له إن ورد في حالة من الحزن والكمد الشديدين وليس لها من شخص تثق به سواك .. فأنت الصديق الوفي للمرحوم ابن عمّي .. اذهب إليها وهدئ من روعها وحزنها ريثما تصل الجنازة ونتدبر الأمر ...
ذهب بكر إلى بيت صديقه وهو لا يكاد يرى طريقه لغزارة دموعه .. ووصل إلى ورد .. يبكي معها حيناً ويهدئ لوعتها حينا آخر ..ومع وصول ديك الجن ... كان أول من استقبله ابن عمه أبو الطيب .. فقال له .. إن زوجتك لم ترع غيابك يا ابن عمي .. وقد قضت كل وقت رحلتك تسامر صديقك في بيتك وتخونك معه والأمر تفشّى في حمص وأصبح فضيحة لنا جميعاً .. فيا للعار ... إنهما الآن معا .. يتجرعان الحب الحرام ... هب ديك الجن لبيته ... فوجد صديقه بكر .. يأخذ بيدي حبيبة قلبه ورد .. والدموع في عينيهما .. فظن أنها دموع افترق الخائنين ( حبيبته وصديقه ) بسبب قرب وصوله ... فتدارك سيفه .. وهوى عليهما معاً .. فقتلهما .. ليسدل الستار .. على أكثر قصص الحب نقاءً وحسرة عبر تاريخ الشام ... جلس إلى جوارهما وهما ينزفان دماً .. وقد فارقا الحياة .. يبكي مرّة .. ويتشفّى منهما أخرى .. لقد أعماه القهر والغيرة على حبيبته ... .. وقال أروع قصيدة عرفها الشعر العربي في رثاء الحبيب .. وهو من قتله ..



                يا طلعة طلـع الحمـام عليهـا وجنى لها ثمر الـردى بيديهـا
              رويت من دمها الثرى ولطالمـا روي الهوى شفتي من شفتيهـا
              قد بات سيفي في مجال وشاحها ومدامعي تجري علـى خدّيهـا
               فوحق نعليها وما وطىء الحصى شيء أعزّ علـيّ مـن نعليهـا
                ما كان قتليها لأنـي لـم أكـن أبكي إذا سقـط الذبـاب عليهـا
               لكن ضننت على العيون بحسنها وأنفت من نظر الحسود إليهـا

ارتجل هذه المرثاة وكاد يودع عقله لولا حضور بعض صحبه لمسامرته حتى الصباح ..
انتشر الخبر في أرجاء حمص .. وبكى العاصي لهول الجريمة .. وعاش ديك الجن بعد دفنهما كميت .. خاصة وأن ابن عمه أبو الطيب قد دعاه بعد فترة وهو يحتضر وأسرّ له بالمكيدة ... وأن صديقه لم يخنه .. وحبيبته أطهر من مياه العاصي .. وأنه راودها عشرات المرات ولم تضعف وصدته عنها شر صدّ ... فانفطر قلبه من جديد .. وبدأ يخلط كأس خمره .. بحفنة من تراب قبر ورد .. وكأساً أخرى بحفنة من تراب قبر بكر .. ويضع كأسَ وردٍ عن يمينه .. وكأس بكر عن شماله .. يرتشف من الكأس اليمنى فيظنها قبلة من شفتي ورد ... ثم يرتشف خد صديقه بكأسه ... ويبكي ... حتى نفذ جسمه .. وعقله ...وينظر إلى قبرها ... ويكرر مرثيته ..) يا طلعة طلع الحمام عليها ...... )
ثم ينظر إلى قبر بكر .... وينشج ...

                                  يا سيف إن ترم الزمان بغدره فلأنت أبدلت الوصال بهجـره
                                    قمر أنا استخرجته من دجنـة لبليتي وزففتـه مـن خـدره
                                   فقتلتـه ولـه علـى كرامـة ملء الحشا وله الفؤاد بأسـره
                                  عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ والحزن ينحر مقلتي في نحره
                                   لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
                                 غصص تكاد تفيض منها نفسه وتكاد نخرج قلبه من صـدره



وقد كانت أخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت أبياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... وأجابته عليها :

      يا ويح ديك الجن بل تباً لـه ماذا تضّمن صدره من غدره
      قتل الذي يهوى وعمّر بعده يا رب لا تمدد له في عمره
      وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
      أساكن حفرة وقـرار لحـد مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
      أجبني إن قدرت على جوابي بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟

اقترب رحيل الشاعر بعد أن فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزناً وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :

   بانوا فصار الجسم من بعدهم ما تصنع الشمس لـه فيّـا
   بــأي وجــهٍ أتلقـاهـمُ إذا رأونـي بعدهـم حيّـا



صنعاء أم هيفاء ..

صنعاءٌ أم هيفاء !!!
.............
دخل الحاجب قصر الوالي على استحياء
كان الوالي يرقص بين جواري القصر
دون ثياب .... دون حياء
قال الحاجب يا مولانا :
قد سقطت صنعاء
قال الوالي ببله واضح :
ماذا !؟ هل سقطت هيفاء
أحضروا كادرنا الطبي
واستدعوا جميع الحكماء
استدعوا فرق الإنقاذ
واستدعوا جميع العلماء
يا مولانا
لم تسقط أبدا هيفاء
بل صنعاء


رفع الوالي سرواله : من صنعاء ؟
أهي تغني ؟؟
أهي ترقص ؟؟
هل هي فاتنةٌ حسناء
يا مولانا هي عاصمة الحكمة
ببلاد الأدباء
تدعى مولانا صنعاء
صدم الوالي وقال بغضب
تقطع هذا المرح علينا
تدخل قصري بكل غباء
وتخوفني على هيفاء
ماذا إن سقطت صنعاء ؟
فلتسقط كل عواصمكم
ولتحيا بغنجٍ هيفاء

ــــــــــــــــــــــــ
أحمد مطر

ما فعله العيّان بالميّت ..


السلام عليكم ،، 

الكتاب المعروض اليوم بعنوان "ما فعله العيّان بالميّت". وهو عنوان لإحدى القصص القصيرة التي يتكون منها الكتاب. 


الكتاب جاء بلغة قريبة لقلوب المطحونين من الشعب المصري الذي يزداد عدده بشكل رهيب دون أن يزداد الوعي السياسي والإرادة التنموية لدى ساسته ..وبالتالي المواطن هو الضحية ..هو الذي يحيى حياة ضنكا قد لا يُصنفها البعض على أنها حياة ..معاناة في كل تفصيلة من تفاصيلها ..

أسلوب الكاتب الساخر وجرأته على النقد السياسي يشدك لتكمل الكتاب لآخره رغم بعض المآخذ على الكاتب بلال فضل التي قد تحسب عليه بأنها تهكم في النواحي الدينية


الطبعة المعروضة من الكتاب هي الثالثة عام 2009 ،. 

يستحق القراءة ..



يمكنكم تحميل الكتاب من رابط ميديا فاير من الرابط التالي: 



ويمكنكم التجول بين أهم ما وجدت من اقتباسات من خلال الصفحة التالية على فيس بوك: 



أو مباشرة من خلال:


بالتوفيق


الأحد، 25 يناير 2015

تحميل كتاب الوزير المرافق -غازي القصيبي

السلام عليكم ..

هو كتاب سياسي بأسلوب أدبي عرض فيه الوزير الشاعر غازي القصيبي خبراته المختلفة بزعماء من بلدان متفرقة من العالم ..حيث سرد فيه انطباعاته الشخصية ومحادثاته القريبة من زعماء كانوا يملكون زمام الأمور في وقته. 

يركز الكتاب على الفترة من منتصف السبعينات إلى أوائل الثمانينات ..وقد اعتمد فيه على تدويناته في وقت حدوث اللقاءات كما ذكر وانطباعاته في وقتها وليس الانطباعات المؤجلة ..



يستحق القراءة ..ففيه من التفاصيل التي ستفاجئك بالتأكيد ..طبعاً لأصحاب الاهتمامات السياسية بالتحديد ..

يمكنكم تحميل الكتاب من رابط ميديا فاير من خلال الرابط التالي: 


ويمكنكم التجول بين أهم ما وجدت من اقتباسات من خلال الصفحة التالية على فيس بوك: 


بالتوفيق ..

السبت، 10 يناير 2015

مارثون الساعات الست ..

مارثون الساعات الست ..

الآن مع إعلان الكهرباء عن قدومها في تمام السادسة ..والتأكيد على انسحابها بعد ساعات ست لا أكثر يبتديء ماراثون الساعات الست بإنجاز العديد من المهمات من شحن البطاريات وتشغيل ما يمكن ويلزم تشغيله ..
فعلاً ..شعور الماراثون !


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More