تعديل

الأربعاء، 13 مايو 2015

فتنة العصر ..موجة التشكيك ..

الكثير من الشباب أصابتهم آفة الانسلاخ عن ديننا الإسلامي بطريقة أو بأخرى ..بالتشكيك في العقائد ، الفقهيات ..أو الأئمة الأعلام ..
على كلٍ ..قد يرى الكثير هذه ردة فعل طبيعية على مخلفات الحركات "الإسلامية" ابتداءً من الإخوان وانتهاءً بالدواعش ..والعلم عند الله من سيأتي لنتحسر على أيام داعش ..!
الهدف واضح ..التوجه إلى النتيجة التي وصل إليها الغرب بعد الصراع مع الأمراء والكنائس للوصول إلى نتيجة "اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر ملك" ..مع إسقاطها على شيوخنا وحكامنا ..!
أقول مرة أخرى هناك بالفعل من يستحق الشنق لأنه كان أداة ضرب الدين في نفوس المسلمين حتى أصبحت "التشكيك" فتنة العصر ..
ولأن منطلق جميع المشككين متشابه ..فأنا ممن لا يحاور المشكك بالنصوص ولا بالنقل ، ولكن أحاوره بالعقل ..فإن كان شكك إلحاداً فبئس الفكر لأنه يتنافى مع أبسط طرق التفكير والاستنتاج السليمة ..
لن أخوض في داروين التي لا أدري كيف تم ربطها بالإلحاد لكن هناك من الملحدين من يفعل ..ليشكك في خلق آدم عليه السلام ..وهذا أرجعه لكتاب لأربعة فيزيائين اسمه "أجمل تاريخ للكون" كتابه أربعة فيزيائيين ممن يبدأون قصة الكون من الانفجار العظيم وحتى تطور الإنسان ، لكن للأسف هم نفسهم اعترفوا في كتابهم أن هنالك حلقة مفقودة بين آخر "قرد" أسموه ..وبين الإنسان ..!
وأرجعه أيضاً إلى فيلم وثائقي لستيفن هوكينج ..وكم مرة استخدم فيه كلمة "لحسن حظنا" ، "وكم كنا محظوظين" وهو يتحدث عن نشأة الكون ..!
(سأحاول تزويدكم بتفاصيل الكتاب والفيلم في التعليقات ..إن شاء الله)


أما لو كان تشكيكك في التشريع فهذا باب يطول الحديث فيه ولا ينتهي لكثرة المدلسين والوضّاعين ..ومن ألف على سيد البشر ..ومن دس السم في الدسم ..وأخيراً من اجتهد فأخطأ ..واجتهد ..فرخّص ..واجتهد فخبّص وما أكثرهم ..
والمشككين للأسف عادة ما يستندون على كثيرٍ من ذلك ..
أما من تعمّق منهم فيبدأ بالحديث في البخاري ومسلم ..وأقول من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه ..فإن لم تُلم جيداً بكافة ظروف الحديث وما قيلت فيه فلا تبتدئ النقاش بغير علم ..لأنه لن يكون غير منطقياً على الإطلاق ..

أخيراً وليس آخراً ..من يضرب على أوتار الفتن والملاحم ومعارك الجمل وصفيّن وغيرها ..
أقول ..إنّ هذه الفتن مهما بحثت في تفاصيلها فلن تقف على حق مطلق ..لأن كتّاب التاريخ ليسوا دائماً كاملي النزاهة مهما كانت منزلتهم ..وإن ارتقت وعلت فقد يتعرض للهوى والميل ..وللنسيان لو افترضنا حسن النوايا ..!
وفي النهاية ..أين العقل السليم في خوض نقاشات ..بل وحروب في أحداث مرّ عليها 1400 عام ..؟!
والسؤال الأكبر ..هل تتوقف عقولنا عند تلك الحقبة ونستمر في دفع ضريتها ..بل هل سيشفع لنا افتتاننا بفتنتهم ..انسلاخنا عن الدين ..؟!
لن يشفع أحدٌ لأحد ..في انحرافه ..
وتذكروا جيداً ..الدين لن يموت ولن يُنقص ..لأن قرآن يتحدى أصحاب العقول بالتفكر وأن ما سيصلون إليه أنه دين كامل لا نقص فيه ولا خلل ..هو أهلٌ لهذا التحدي ..وهو منتصر لا محالة ..
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"
لن يكون شهيداً عليك سوى الله ..لا معاوية ولا علي ..لا داعش ولا الإخوان لا ماركس أو نيتشه ..

كنت أود الحديث عن وتر آخر يُضرب عليه ..وهو افتتان النساء بتفاصيل أخرى تبدأ من انتقاد العادات ..وذكورية المجتمع الشرقي وتنتهي بالطعن في النصوص لكن طالت المقالة ..وعذراً على الإطالة ..ربما في مرة قادمة ..ولكن أختم بقول مؤمن آل فرعون في كتاب الله العزيز:

"فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد"

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More