تعديل

الأحد، 9 أبريل 2017

إما التعقل ..وإما الانتحار..



إما التعقل ..وإما الانتحار ..



لا يُجدي الكلام وكثرة الإدلاء بالدلاء نفعاً في الموجات العاتية، فهي كالصراخ في البئر الفارغ يرتد صداه على وجهك وحدك ..
ولكن رسالة ..كان لابد من تدوينها ..
لم يعد يختلف اثنان أن ما يُعد لغزة هو الجحيم بعينه، بعد انضمام موظفي رام الله مؤخراً لمن سبقوهم من موظفي غزة في أزمة الرواتب..
وهذا مؤشر لا يؤخذ بأبعاده المادية بالقدر الذي قد يحمله لما هو آتٍ من ضربة قد تكون قاضية تأتي على كل شيء!
ولذلك رسالتي في هذه التدوينة العابرة، التي أتمنى أن تصل لآذان المسئولين في غزة هي باختصار: إما التعقل ..أو الانتحار ..
في أزمنة سقوط الدول الكبرى وانهيار الأنظمة وصراعات الكبار، لا ينبغي لأصحاب القضايا الكبيرة، ذوي الإمكانات المحدودة اعتلاء الأمواج العاتية، فهي حين تجرفهم لن يشعر بهم أحد كالسمكة العابرة في معارك القرش والحيتان!
لذلك ..لا بأس من الرويّة ..ومن أخذ مواقف قد لا تتوافق والمبادئ ..فالصحابة أخذوا بالتقيّة ..وهي آية ما زالت في القرآن ..إلا أن تدعوها وتذهبوا لتأويلات الشيوخ الذي يتقلبون في رغد العيش في بلدناهم ويُطلقون الفتاوى من قصورهم العاجيّة!
يقول تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تُقاة"
لذلك ..الناظر والمستقرئ البسيط لما هو قادم، لا يحتاج لنظارّة سوداء ..لأن الواقع كفيل بتسويدها وحده ..وليس من الحكمة أبداً أن نستمر في تصلب المواقف، لتنحدر الأمور لما قد لا يُحمد عقباه من "حرب" مثلاً ..ونحن لم نتعافى من الأخيرة بعد، على بساطتها إذا قورنت بالمتوقعة!
حتى الدول الكبرى، لا تخوض المعارك بشعوب غير جاهزة وغير معبأة، فما بالكم بشعب أنهكته الأزمات بمختلف ألوانها، فأصبح أغلبه كالموتى الأحياء ..!
قد نخسر بعض المواقف ..ونكسب وقتاً إضافياً ..وساحات مستقبلية قد تكون أفضل ..وذلك أفضل من الخسارة التامة الأبدية ..فنكون كالبركان الذي ثار ..وخمد فورانه إلى الأبد.. ولم يبقَ منه إلا ذلك الخيط الرفيع من الدخان يُذكر الأقوام أنه هنا كان يقبع ثائرون ..رحمهم الله "لم يحسبوها بشكل جيد!"
فستذكرون ما أقول لكم ..وأفوّض أمري إلى الله .. 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More