وهبنّقةُ رجلٌ عـُرفَ بالحمقِ والغفلةِ حتى صارَ مضْربَ المثلِ فيهما واسمه الحقيقي يزيد بن ثروان.
بلغ من حمقه أن ضلّ له بعيرٌ فخرجَ ينادِي بينَ النّاسِ: من وجد بعيري فهو له!
فقيل له: فلم تنشده إذاً!؟
فقال : فأين حلاوة الوجدان!
.......................................................
ومن حمقِه أنه اختصمتْ الطفاوة وبنو راسب ٍ في رجل ٍ كلٌ منهما يدَّعي أنه منهم ، فاحتكما إلى أول رجل يطلع عليهم فكان هبنقة! فلما رأوه قالوا: إنا لله! من طلع علينا! فلما دنا قصوا عليه قصتهم ، فقال : الحكم عندي في ذلك أن يُذهب به إلى نهر البصرة فيُلقى فيه فإن طفا فهو من بني طفاوة ، وإن رسب فهو من بني راسب!
فقال الرَّجلُ : إن كان الحُكمُ هذا فقد زهدتُ في الطائفتين!
.......................................................................
ومن حمقِه أنه كانَ يعلّقُ في عنقِه قِلادة ً من عظام ٍ وودع ٍ وخزفٍ ، فسئل عن ذلك فقال: لأعرف بها نفسي!
وذاتَ ليلة ٍ حوَّلت أمه قلادته إلى عنق ِ أخيه ، فلما أصبح ورآها في عنق أخيه قال: أخي ، أنتَ أنا ، فمن أنا؟؟!!
...............................................................
ومن حمقِه أنه كانَ يرعَى الإبلَ فيقربُ السمينةَ من العشبِ وينحي الهزيلة! فقيلَ له: ويحكَ ما تصْنع!؟ قال: ليسَ من شأنِي تغييرُ خلقِ الله!