يبدو أن ارتباطنا بالساعات الست لم يعد مقتصراً على الكهرباء ، فما أقرأه من حادثة سرقة بريد الشجاعية بغض النظر عن بطولات الشرطة في القبض على المجرمين بعد 6 ساعات ، التي تغنى بها الجميع كخط بارليف في 73 ، هو كالتالي:
أولاً: يمكنك أن تسرق ما تشاء من منتصف البلد ومن أحد أهم الميادين فيها -ميدان الشجاعية- في وضح النهار ثم تُلقي الشرطة القبض عليك بعد ست ساعات.
ثانياً: تستطيع الشرطة الإمساك بلصوص سرقوا نصف مليون دولار خلال ست ساعات ، لكنها لم تستطع الوصول منذ سنوات لمبالغ أضعاف ذلك بكثير تم "تهريبها" حسبما قيل أيام أنفاق "الروبي" و "الكردي" ..أو أن لتلك القضية قصة أخرى ..من يدري ..؟!
أخيراً: خروج ظاهرة غريبة وغير مألوفة في مجتمعنا للسطح وهي السرقة بالسطو وبتشكيل عصابي ، فمن قضية الصراف إلى مصنع العودة وبريد الشجاعية القضية الأحدث يعني أمراً واحداً وهو أن هنالك فقراً مدقعاً بدأ يحلُ ببعض الأسر لا تدري عنه الحكومة شيئاً يدفع إلى نشوء جريمة بهذه الصورة ، لأنه لا يخفى على أحد قوة الردع التي تملكها حكومة غزة لن يتجرأ مجرم أن يقوم بحدث كبير في وضح النهار بغرض الثراء بل بسبب الحاجة الماسة رغم اتفاقنا على أنه لا شيء يُسوّغ الجريمة ..
أعرف أن كلامي لن يُعجب البعض وخاصة من أصدقائي ، لكن كان لابد من وقفة ومن كلمة حق لعل المسئولين ينتبهوا إلى هذه المسألة التي ستحجبهم عن إدراكها لذة الساعات الست..
0 التعليقات:
إرسال تعليق