يميلُ الناس عادة إلى سماع الآراء أو قراءة المقالات التي تُدغدغ أسماعهم بما يُحبّون سماعه، كالطفل الذي يُصر أن تُروى له حكايته المفضلة قبل النوم لينعم بأحلام لذيذة ..
أما حينما يُروى الواقع ..في ظل التاريخ واستقراء القادم فإنهم يصمّون آذانهم ..إن لم يجدوا ما يصِموا به أصحاب تلك الآراء الجريئة ..
والتساؤل، ما فائدة الكتابة والآراء إن لم تكن من النوع الثاني؟!
والتساؤل، ما فائدة الكتابة والآراء إن لم تكن من النوع الثاني؟!
بناءً على تاريخنا القريب الأغبر، وتجاربنا المتعددة في الحرب والسلام، وبناءً على الأوضاع الحالية الإقليمية والدولية وحتى المحلية التي بلغت مبلغاً لم تعرفه من قبل على المستويات المعيشية والسياسية والاقتصادية والإنسانية ..والآفاق التي تعاني من انسداد كامل وتلوث لا نهائي، لم تنفع معه كل عمليات القسطرة والبسترة ..
بناءً على كل ما سبق ..وعلى ما قيل ويُقال وما سوف يُقال ..يبرز تساؤل هزلي جدي في آن، بحجم حماقة الخيارات المتاحة، وهو: أليس من الأسلم أن ننتهي مبكراً من مسألة الموافقة على "صفقة القرن الخيانية"!
ابتدأ التحدي العربي الصلب حقيقةً على الأقل في المواقف المعلنة، للمشروع الصهيوني منذ ما قبل 48، حتى أن الرفض القاطع لأي تسوية كان هو سيد الموقف دائماً. في المقابل، فإن الموقف الواقعي على الأرض كان سيده الحقيقي من عمل في صمت، دون جعجعة، وخطط وأعد لكل مرحلة بما يُنسابها بدءاً من الإمكانات المادية ..وحتى الخطابات الإعلامية والسياسية. وبالتالي، كانت الصلابة العربية من ذلك النوع القابل للكسر والتطويع مع الزمن ..والانهيار أمام النفس الطويل وعض الأصابع -رحم الله عنترة- وخير دليل أن لاءات الخرطوم الثلاثة ..انقلبت إلى نعم، بل ظهرت حالياً مذاهب وتيارات وممالك تدور في فلك وإرادة من قيل لهم "لا" ولم تكتفِ فقط بالاعتراف بشرعيتهم!
ألم نتحسر على التقسيم ..؟!
ألم تُصبح حدود 67 حلم بعيد المنال، والمبادرة العربية 2002م وثيقة نتمنى أن يُعمل بها رغم كمية الرفض التي جابهناها به؟!
تساؤلات لم تكن ليُسمح أن تُطرح لولا حجم الخسائر التاريخية، والتي لم تدع لنا مجالاً لأن نفكر بنفس الطريقة، التي لم تُسفر عن شيء منذ عقود .. أفلا يستدعي ذلك مراجعات لتغيير الأداء والأساليب؟!
المؤسف أن العرب اعتادوا في هذا التاريخ الأجوف أن يكونوا في كل مراحلهم في الموقع الإعرابي للـ "مفعول به"، الذي ينتظر .. ولا يُنتظر أن يأتي منه سوى ردّات الفعل الهوجاء، التي لا تزيد في مخرجاتها النهائية عن التجديف في الهواء. والعجيب، أنهم اعتادوا كذلك أن يكونوا ضحية لنظرية "المؤامرة" التي ويا للعجب ..وللصدفة البحتة، أو ربما الحظ التعس ..دائماً ما تنطلي عليهم ولم تُخلف في ذلك موعداً ولو مرةً واحدة..!
والسؤال ..لماذا لم يُفكر العرب يوماً في أن يُحاربوا بمثل الطريقة ..المؤامرة، أليس كل شيء مباحاً في الحب والحرب؟!
لذلك، وحيث أن حاضرنا ليس بأفضل من تاريخنا القريب، بل ربما أسوأ بكثير على الأقل في موازين وحدة الصف واتفاق الكلمة التي عصفت بها الطائفية والتكفير فأودت بالبلد الواحد بل بالمذهب الواحد نفسه، وكذلك في موازين التفوق الحضاري والتقني والفارق الذي اتسع كثيراً عما كان عليه في الماضي، بالإضافة إلى بؤس لا يخفى في انحياز المواقف الإقليمية والدولية، وبؤس آخر أنهك قطب الصراع في غزة الذي تُرك يُنهش ويُطحن حتى وصل إلى مرحلة من الجاهزية للقبول بما لا يُقبل ..والموتى الأحياء يفعلون ذلك، أليس من الأفضل في ظل ذلك كله أن ندع التشنج قليلاً ونستبدله بشيء من الحكمة في تقدير الواقع والخيارات، على أن نضع أهدافنا بطريقة مماثلة لـ"بروتوكولات" من جرّعونا النكسة تلو النكبة ..وأهمها أن نحاول أن نكون أصحاب مال واقتصاد ..ونفوذ على الصعيد العالمي؟
ختاماً .. إذا كان خيارنا الرفض للصفقة/الصفعة ..يجب أن نكون بحجمه وحجم تبعاته .. لا أن نصل لمرحلة بعد سنوات ننظر إليه من بعيد كأحد القرارات الدولية التي هي سقف مطالبنا .. حين تكون الأيام قد هوت بنا لمزيد من حضيض ..ما له من قرار ..!
1 التعليقات:
New casino for $2,000 - DrMCD
Here's 나주 출장샵 where the most exciting 목포 출장샵 casino is located: 영천 출장안마 New Orleans Casino & Hotel. 원주 출장샵 New Orleans 오산 출장샵 Casino & Hotel. New Orleans Casino and Hotel.
إرسال تعليق