تعديل

السبت، 25 فبراير 2017

انفصام أمة ..بين الواقع والرغبات ..!






من أطرف أنواع الانفصام المتفشي في أمتنا ..هو أننا نرى أنه لزاماً علينا أن نُدخل كل الأمم سوانا تحت رايتنا، ضمن الخيارات الثلاث الشهيرة: الإسلام، الجزية (طبعاً إن كانوا أهل ذمة أو مجوس) أو الحرب .. هذا هو ما نتبناه جميعاً وإن كنّا غير قادرين على تحقيقه في الوقت الراهن ..إلا أننا نتطلع وننتظر الدولة التي ستحمل هذه الأمنية ..وتجعلها واقعاً ..

موضع الانفصام الأول ..هو أننا نقف ضد داعش ..ونعتبرها إساءة ..وأجندة صهيوأمريكية ..رغم أنها الطريقة العملية الحقيقية لتحقيق "أمنيتنا" ..فهي ترفع راية الجهاد ..وتحارب كل من خرج عن المبدأ ..وتتوسع ..وباقية وتتمدد ..إلخ ..أم أننا كنّا في انتظار طريقة "كيوت" لتحقيق رغبتنا المكبوتة؟!  

أما الانفصام الثاني ..فهو بالرغم من أن تلك الأمنية ليست أمنية جماعة بعينها ..أو شخص أو اثنين ..بل هي أمنية كل فرد منا ..كل واحد بعينه ..بل هي في الحقيقة تتعدى الأمنية لتكون عقيدة ومبدأ ..وغاية ..رغم ذلك كله ..نستهجن أن الغرب -الجهة الأولية المستهدفة بأمنياتنا- يقوم بخطوات استباقية في بلادنا ..ويتآمر علينا ليل نهار ..لمنعنا من الوصول إلى ذلك اليوم الذي نحقق فيها أسمى أمانينا! 

فإذا كانت غايتنا المعلنة هي دحر وتدمير مخالفينا ..كيف نولول مما يفعله "خصومنا" ونستغرب من تحركاتهم  ..؟ 

والأمر الأهم من كل ما سبق ..هو أنه لتقوم بفتح البلدان ..واستعمارها ..لابد أن تملك اليد العليا ..و"الحضارة" الأعظم ..لتنقلها إليهم ويعيشوا في كنفها ..فأي يدٍ أعلى نملك ..وأي شيء لدينا نتميز به فنسودهم ..ونستحل بلادهم التي آوت من هربوا إليها من شلالات الدماء التي أغرقت البلاد والعباد ..! 

ختاماً .. إما أن نكون على قدر "أمانينا" ..أو نغيرها ونرى هل سيختلف تعامل العالم معنا ..؟! 
 أما وضع "الانفصام" ..لا يصنع حضارة ..

الجمعة، 24 فبراير 2017

ربيع قرطبة ..وخيبة الأمل في نهايته ..





بعد أن انتهيت من مسلسل ملوك الطوائف ..شجعني جماله أن أزيد من شاكلته ..و كان يبرز لي دوماً مسلسل "ربيع قرطبة" في مقترحات اليوتيوب الجانبية ..
وبالفعل ..جعلته على قائمتي ..خصوصاً أنه يتحدث عن المنصور بن أبي عامر ..والذي ورد ذكره في مسلسل ملوك الطوائف ..بالإضافة للخليفة "المحجوب" هشام المؤيد بالله ..

انتهيتُ منه اليوم ..صحيح أنه كان غنياً بالأحداث ..والتفاصيل التي سأدرج منها الكثير بإذن الله في صفحتي "عشاق الأدب والتاريخ" ..لكن لم أكن أتوقع أن تكون نهايته على هذه الطريقة التي اتخذت منحى درامي بحت  ..فقد كان من المنطقي أنه كما بدأ المسلسل مع بدايات ابن عامر ..من الجزيرة الخضراء في الأندلس وهو رجل مغمور من عامة الناس ..يملك طموحاً وإرادة للوصول ..وحتى بلوغه سدة "الملك" ..التي حفلت بمراحل وأحداث جسام ..كان الأجدى أن تنتهي بنهاية الملك المنصور نفسه ..بل وشطراً مما تلى نهايته من الأحداث التي عصفت بالأندلس والانعطافة التاريخية الحادة التي أودت بها إلى عصر "ملوك الطوائف" ..! فسيرةُ المرء تشمل حياتَه ..وكذلك أثرُه ..
لكن للأسف ..اكتفوا بذكر ذلك كله على لسان الراوي الذي ابتدأ المسلسل ..وكان من الدراما في نهاية المسلسل أن جعلوا المنصور يراجع نفسه ..وهو المستبد ..بعد أن تحدث إليه المتبقي الأخير من رفقاء دربه -الذين قتلوا على يديه!-، والذي أصبح صاحب الاحتساب ..بأنه -أي الملك- لم يعد يتذكر كيف كان بين العامة ..فنسي ما تُحس به وكيف تنظر لأهل الملك والسلطان .. وبعد أن انتهى من مراجعته إياه أردف ذلك باعتذاره عن الإكمال في عمله كصاحب للاحتساب -قدم استقالته بلغة العصر. ما تلى ذلك هو الدراما بعينها ..بأن زار المنصور محبوبته القديمة -زوجة الخليفة صبح البشكنجية- ليناديها باسمها القديم "أورورا ..أي هالة الصبح البعيد-" وينصرف ..ثم يُخرج أحد أصحابه القدامى من سجنه الذي زجّه فيه..والذي تعرف عليه في السجن في الزمن القديم حينما سُجن على أيدي الصقالبة ..ويوصله لبيته بنفسه..ثم ينتهي المسلسل وهو عند رأس صبح ..وهي في وداعها للحياة ..

لست ضد الدراما ..حتى في المسلسلات التاريخية ..لكن لا أن تُصبح هي الأساس ..ومسار الأحداث هو الفرع ..ومع ذلك، فما زال المسلسل من وجهة نظري جميل من وجهة النظر التاريخية ..ورائع ويستحق المشاهدة ..فهو زاخر فعلاً بما يستحق التعرف من الأحداث التاريخية ..وهو في كل الأحوال ما زال أفضل من الطريقتين التركية والمصرية ..الدرامية ..والأسطورية..
والتوصية لمن يُحب الرجوع للتاريخي ..أن يبتدئ بربيع قرطبة قبل ملوك الطوائف ..للتسلسل التاريخي.. 

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

لماذا يصعب على الأذكياء إيجاد الحب ..!









هل شعرت يوماً أنك تعاني من صعوبة في إيجاد الحب، أكثر من أصدقائك؟ أو شعرت أن العلاقات لم تُخلق أصلاً لك؟! 

لا تقلق ..قد يكون سبب هذا فقط هو كونك "عبقري"!! 

لا تُسئ فهمنا، فنحن لا نقول أنه من السهل الوصول إلى الحب إذا كنت أقل ذكاءً، أو أن الحب يسهل إيجاده عموماً، فهو ليس شيئاً متناثر على الطرقات! لكن أظهرت الدراسات أنه كلما ازددت ذكاءً، ازدادت الصعوبة أمامك في إيجاده.

كيف يكون هذا؟ 

إليك بعض العلامات التي تشير بأنك "ذكي جداً" على الحب! 


1- تُفرط في تحليل الموقف!

أنت لا تُلقي بنفسك مباشرةً في أي علاقة، فأنت تتريث وتُحلل كل سيناريو محتمل، سواءً الجيد أو السيئ. ولنكن واقعيين، هنالك العديد من الطرق التي تجعل العلاقة المحتملة قابلة للتأزم. هنا ..أنت تتعرف على هذا بطريقة يمكن القول بأنها "إحصائية" بحيث تحدد إن كانت الطرق التي تودي بها إلى التأزم أكثر من تلك التي تجعلها في الاتجاه الصحيح، وبذلك تدرك بأنها لا تستحق العناء ..من البداية. 

2- تتمعن الدلالات ..

الأشخاص ذوي الحدس يضعون أعلاماً حمراء حول أنفسهم، ويقودوها برؤية واضحة. وبالتالي، تتنبه حتى للعلامات الصغيرة في علاقتك والتي من الممكن أن تحمل محنة بدل من المنحة، في المستقبل القريب، وبذلك تقرر أنها لا تستحق وقتك ..وتُغادر. 






3- تعتمد على خبراتك

تنظر إلى المشهد بأبعاده الكاملة، وبالتالي تستطيع الاستفادة من تجاربك السابقة المرتبطة بالتجربة الحالية، فربما في ماضيك علاقة انتهت بطريقة غير ودية، وبالتالي فمن المحتمل أن تربط تلك التجربة والمشاعر مع العلاقة الجديدة والقرارات التي ستتبناها. 


4- أنت أكثر حذراً ..

ليس من السهولة الوصول لأصحاب العقول "العلمية"، خصوصاً إذا كانوا قد سمحوا الوصول لشخص ..جرحهم مؤخراً ..ما جعلهم يبنون حول قلوبهم أسواراً تحول دون الوصول لها بسهولة! وفي كل مرة يُحطم أحدهم الأسوار ليغزو قلبك، تبنى أنت أسواراً أقوى وأشد حولها لتجعل من الصعوبة أن يجرحك أحد، لكن يرافق ذلك أن يُصبح من الصعوبة بمكان أن تجد من تثق به. 


5- تريد أن تكون لوحدك

منطقياً ..أن تكون لوحدك خيرٌ من أن تكون مع شخص يتسبب في تعاستك ..بدلاً من إسعادك. في أعماقك تُدرك ذلك، وتعتقد بأنه من غير المجدي أن تُضيع وقتك مع شخص ..ليس "توأم روحك".. وهذا أمر عقلاني.


ترجمة: م. أحمد جندية
المصدر: الحب الصعب



الجمعة، 10 فبراير 2017

عين على ملوك الطوائف ج2 ..شخصية المعتضد بن عبّاد






عادةً ما أتبنى رأياً بأنه لا ينبغي أن نستقي المعلومات التاريخية من الأفلام والمسلسلات، لأن الحبكة الدرامية تتطلب أحياناً اختلاق وقائع لم تحدث. لكن مع ذلك لا بأس من محاولات الفهم المنطقي لتسلسل الأحداث ..حتى ولو لم تتوفر القاعدة المعلوماتية التاريخية الكافية للتدقيق في المسلسل ..فلا بأس من نظرة الناقد الفاحص ..

ومن ذلك ..على سبيل المثال ما يتكرر في المسلسلات التاريخية من أفكار كنبوءات المنجمين أو هواتف في المنام تُنذر بأحداث مستقبلية ..وهي خوارق لم نجد منها في واقعنا ..وفي ملوك الطوائف حدث ذلك في موقعين ..
الأول ..حينما حذّر أحد المنجمين ..المعتضد بن عبّاد من أن ملكه سيزول على يد أحد أبنائه من أُناس يأتون من المغرب ..وهذا قبل سنين عديدة من حدوثه ..قد تصل للثلاثين أو أكثر حسب المسلسل ..

أما الثانية ..فهي التحذير الذي وقع لابن عمار بهاتف في المنام ..بصوت يقول له: 


وهذه "البهارات" التاريخية تكررت مسبقاً ..كما في مسلسل أبو زيد الهلالي ..حينما كانت تتكرر رؤية الغراب الذهبي -على ما أذكر- وإن كانت تشفع لفكرة أبو زيد الهلالي كمية الأسطرة التي وقعت على الشخص ..مما يجعل النظرة إلى مسلسله نظرة "فانتازيا" أكثر من كونها تاريخية. 

على كلٍ .. نبدأ التحليل بطريقة الشخصيات ..



أبو القاسم ..أول ملوك بني عبّاد ..على اشبيلية فيما عُرف ابتداءً وقتها بحكم الجماعة ..لم يطل دوره في المسلسل ..لكنه بدأ فعلاً التوجه التوسعي ..وأقرّ على المعتضد آراءه في أكثر من موضع، مما يعني أنه كان بوابة ابنه لما حدث بعد ذلك، فقد كان يحمل ذلك في جيناته كما يبدو! 


الداهية ..الطاغية ..المعتضد بن عباد ..
يتلاعب بالجميع ليصل إلى أهدافه ..وكأنه يمارس السياسة بقواعد العصر ..أو بميكافيليتها الخالصة .. 
لا يتورع أن يقتل كل من يعترض طريقه ..أو يُهدد حكمه ولو من بعيد ..حتى إنه بدأ بجماعة والده ..أبو القاسم بعدما تُوفي ..فقتل زعيمهم حينما بدا له تأليبه للناس ..بعد أن قضى بنفيه ومن معه ..! 
ولم يكن آخراً أن قتل ولده البكر وقائد جنده، إسماعيل، بيديه حينما تآمر عليه وأراد قتله "احترازاً" منه على روحه ..فكان الداهية هو الأسبق! 
لكن مع ذلك ..أرى أنه لعب السياسة بقواعدها فعلاً ..وهنالك العديد من الوقفات التي تحدث فيها عن رؤيته للسلطان ..والحكم ..والسياسة ..أقتبس منها ..




ومنها: 

"عيب ابن حمود لم يكن في أنه كان يطلب توسيع مملكته والاستيلاء على قرمونة، ولكنه كان يطلب ما يطلب ..والحق يدور مع الغلبة ..والحال في الأندلس الآن أنه لن يقنع أمير قوي بحدود مملكته ..فإما أن تأكل أو تؤكل ..تلك هي القاعدة" 

"وغاية كهذه لا تتحقق بالقوة ..والوسيلة جيشٌ عظيم وسياسة حازمة لا تهاون فيها ولا تراخي ..وليس عندي منزلة بين المنزلتين ..فإما أن يكون الرجل معي ..أو علي!" 

وفي مشهد مع ولده، وهو يراجعه بأنهم قد قسوا كثيراً على أهل مدينة ما ..بعد أن شددوا عليها الحصار ..ألقى عليه المعتمد نظريته في السلطان والملك قائلاً في حوار دار على النحو التالي: 

- "هذه هي القاعدة ..لا تترك عدوك يهنأ في مقامه ..كلما رجعت عنه عاودته ..حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت"  

- "ولكن يا أبتي ..هل يجب أن نثابر على إتلاف الزرع والضياع وتخريب القرى وترويع أهلها" 

- "كأنك قد خرعت" 

- "إنما يخرع الرجل ممن يخاف يا أبتِ، ولكني أشفقت على ضعافهم من كثرة ما لقوا منا" 

- " الشفقة لا أسمعك تنطقها ..فهي لا تصلح للسلطان، ولو كنت سأشفق على أحد ..لكان حرياً بي أن أصرفه لولدي ..فلا أقدمه على عسكري في الحرب، ولكنها سنة السلطان، مغارمه على قدر مغانمه، وأنا أريد أن أورثكم ملكاً عظيماً. 
يسمونها أطماع، وهل اتسعت الدول إلا بالطمع، ثم تُصاغ لها المعاني الجليلة كالفخر والعزة والمجد والقوة.....ومن ينزل عن ملكه حبّاً وكرامة ..رضا الناس غاية لا تدرك، ولكنني لا أطلب الرضا ..بل أطلب الرهبة ..احفظها عني يا إسماعيل ..احفظها" 

ومن أبرزها كذلك ..

"ويُقال طاغية ..! هل يجب أن أسلم عنقي لأعدائي حتى أتبرأ من هذه التهمة ..؟! وليكن طاغيةٌ حي منتصر ..ولا موادع ميّت" 

أما أغرب ما كان ..هو إثبات أنه مهما طغى الشخص، يبقى في قلبه نقطة ضعفٍ قد يؤتى منها ..وهو ما حدث للمعتضد حينما توفيت ابنته فاطمة ..فأقام على قبرها وقد تفطر قلبه وزهد في الملك والحياة! 

والغريب ..النادر أن يعترف الطاغية ويُقر بسوداوية سيرته ..فيقول وهو على قبر ابنته: 





أخييراً ..سُئل ابن زيدون، وزير المعتضد ومستشاره بعد وفاته ..كيف استطاع أن يصمد مع المعتضد كل تلك السنون دون أن يفتك به، فقال قولته الشهيرة: 
"كنتُ كمن يُمسك أذني الليث يتقي سطوته، تركه أو مسكه!"

وأنشد يقول: 

لقد سرنـــــــا أن الجـــحيم موكــــلٌ *** بطاغيـــةٍ قد حمّ منه حمامُ
تجانفَ صوب المزن عن ذلك الصدى ** ومر عليه الغيث وهو جهامُ
  
لم أكن أتوقع أن يأخذ الحديث عن المعتضد والاقتباس كل تلك المساحة لكنها شخصية تستحق التوقف ..ولتجنب الإطالة ..أُكمل التحليل والنظر في الشخصيات في مقالات قادمة .. 




الأحد، 5 فبراير 2017

عين على مسلسل "ملوك الطوائف" .. ج1






ملوك الطوائف، أيقونة في المسلسلات التاريخية ..كما توقعته منذ أن شاهدت إعلانه أول مرة عام 2005! 
منذ ذلك اليوم ..وأنا أتوعده بالمشاهدة، ولم أفعل إلا هذا العام!
ربما لأن لي عادة لا أحب مخالفتها في المسلسلات التاريخية، وهي قراءة ولو جزء من الحقبة التي تتحدث عنها ..وقد فعلت منذ أعوام لكني أيضاً لم أشاهده ..
كان الدافع الخاص لمشاهدة المسلسل، معضلة في الحكاية، ومشهدان من الذاكرة .
أما المعضلة ..فهي أن ما رسب في ذاكرتي مما قرأته وسمعته، أن المعتمد بن عبّاد استنجد بالمرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين لنصرته على الروم، ثم نُفي ابن عبّاد إلى أغمات في المغرب ..هذه الحكاية لم تكن تحمل أي منطق خصوصاً مع ورود العبارة الشهيرة على لسان المعتمد: "لئن أرعى الجمال عند ابن تاشفين، خير لي من رعي خنازير ألفونسو في قشتالة" ..
كان التساؤل ..لماذا جزاؤه النفي وحياة الفقر والفاقة ..كأقل ..أو ربما أدنى من أدنى رجال العامة؟!! 

أما المشهدان ..فأحدهما من إعلان المسلسل نفسه..والآخر من مقطع عابر.. ما زالا يذكرانني بأنني يجب أن أشاهده ..
الأول ..علقت فيه في ذهني عبارة هزتني كثيراً، كنتُ أذكر منها ما نصّه: 
"لو كانت الملوك على قدر المواهب ..لكان أحق الناس بالملك ابن ......" والاسم كاملاً لم يكن يومها متضحاً تماماً ..فكان دافعاً لأتعرف على ذلك الموهوب ..لأعرف ميّزاته ..

أما الثاني فهو مشهد للممثل المغربي محمد مفتاح على جسر خشبي يؤدي شيء من رقصة الفلامينكو -الإسبانيولي- وقد استوقفني يومها لأنني لم أكن أعتقد أنها قديمة إلى هذا الحد ..إضافة لرغبتي في معرفة أصولها إن كانت أندلسية ..أم أن أهل الأندلس أخذوها عن "الفرنجة"! 

واستباقاً للنتائج ..كان المشهد الأول فعلاً في المسلسل ..لكن كانت العبارة الدقيقة ..






أما المشهد الثاني ..فانتهى المسلسل دون أن يكون فيه، فبدا لي أن المشهد العابر الذي رأيته كان في مسلسل آخر ..وتخميناً جديداً أنه في "ربيع قرطبة" ..لأن طاقم التمثيل مشترك بشكل كبير ..وهو المسلسل الذي بدأته فعلاً .. 
أما المعضلة ..وتفاصيلها ..فسيأتي نقاشها لاحقاً ..


كنتُ أعتقد أن المسلسل يدور حول فترة المعتمد بن عبّاد بشكل كامل ..لأنه عادةً ارتبطت قصة ضياع الملك ..وانتقاله إلى المرابطين في المغرب بحقبة المعتمد ..لكن المسلسل يبتدئ قبل ذلك بزمن ..ويبدأ من حقبة جده أبو القاسم ..حيث تكون فترة ما عُرف بـ"حكم الجماعة" ..ومع ذلك كانت السطوة العليا لبني عبّاد ..لمكانتهم ونسبهم ..

الملفت أن يشترك عرف الماضي والحاضر في محاولة طلاب الملك والرياسة الدائمة الحصول على شرعية يستخدمونها كمطية للوصول ..كفكرة الخلافة أوالنسب إلى آل البيت ..أو تحكييم الشريعة أو وحدة الأمة وخلافه من الشعارات التي ما رُفعت .. إلا لتُخالَف بعد أن تتحق غايتهم في الوصول للكرسي! 
وهذا المقطع يحكي شيئاً عن هذه الفكرة ..في تلك المرحلة ..





الشخصية الملفتة في تلك الفترة وما تلتها كانت شخصية "المعتضد بن عبّاد" ..والد المعتمد ..وما أسهل أن يذكرك بالسياسة في هذا الزمن ..تفعل كل شيء من أجل السطوة والسلطان ..وتوطيد الحكم وتوسعته ..
فهو رجل يفهم كيف تفكر العامة ..فيستعين بفكرة "شبيه" للخليفة المفقود ..هشام ..المؤيد بالله ..ليفتح باب لشرعنة فكرة توسع بني عبّاد من إشبيلية إلى ضم باقي الممالك ..كهدف منشود ..
وهو رجل يُدرك طبائع السلطان ..وعقباته ..فلا تأخذه العاطفة لحظة واحدة في قرار قد يزعزع أركان الملك ..فتصل به الأمور إلى قتل ولده بيديه! 

في الحقيقة ..قد يبدو ذلك مهولاً جداً ..لكن لو نظرنا إلى السياسة وتمكين الدول في فترات صعودها بالأخص ..ففكرة المبادئ في السياسات الخارجية غير مطروحة على أجندة أي من الدول ..فحلفاء الأمس ..أعداء اليوم ..والعكس ..ولذلك تفشل الدول العربية وحركات الإسلام السياسي التي وصلت إلى الحكم في "لعب" السياسة بقواعدها مع العالم ..بل تكون دائماً لقمة سائغة .. 

في خضم المسار السياسي الحافل في المسلسل ..يسير معه بالتوازي خط أدبي جميل ورائع ..يبرز فيه بشكل خاص الشاعر "ابن زيدون" صاحب المكانة والحظوة عند أصحاب قرطبة لما له من مساهمة في توطيد ملكهم ..وتطفو بالطبع قصة غرامه بولّادة بنت المستكفي ..ابنة الخلفاء .. 

فيُضفى على المسلسل جو أدبي رائع ..ورائق ..وأنيق

كانت هذه المقدمة ..في المقالات القادمة نناقش مقتطفات على خطين أساسيين ..السياسي ..والأدبي ..وبشكل أكثر تركيزاً ..







الجمعة، 3 فبراير 2017

الجاثوم ...شلل النوم







من المواضيع الشيّقة والمخيفة معاً، والتي تبدو ما ورائية للغاية وتُثار من فترة لأخرى هو ما يُعرف بـ"الجاثوم" ..

في ليلة من الليالى الاعتيادية جداً ..قد تستيقظ في منتصف الليل ..أو ربما آخره ..لتجد جسدك مسلوب الإرادة بالكامل! 

لكن ..لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ..فالأمر يتجاوز لأمر أخطر ..وأكثر رعباً ..وهلعاً!!

ترى كائناً غريباً ..وكأنه يجثم على صدرك ..ويُقيّد حركتك بالكامل ..يشلها شيئاً ..فشيئاً ..حتى أنه قد يتجاوز إلى اللسان ذاته فيجعله غير قادر على النطق..والكلام! 

الغريب في كل هذا أنك في هذه المرحلة بالذات ..تكون متأكداً جداً أنك مستيقظ ..نعم ..أنت في كامل يقظتك ..لا تحلم ..لكن تحكمك بأجزاء جسدك مسلوبة تماماً بسبب هذا الكائن المرعب!! 

حسناً ..إلى هنا تبدو الأمور وكأنها من فعل الجان ..أو إحدى قبائل الشياطين ..!

هذا ما هو دارج حقيقةً ..وهذا ما يرفض الكثيرون الاقتناع بسواه تفسيراً ..حتى إن البعض ذهب لمذاهب أبعد في ذلك وأطلقوا على هذه النوعية من الشياطين اسم "الطيّار" ..!

لكن ..لنقف على حقيقة الأمر ..نسأل سؤالاً واحداً ..هل هذه الحالة مقتصرة على شعب معين ..دين معين ..بقعة جغرافية معينة؟ 

والإجابة التي تفتح الباب واسعاً أمام التفسير العلمي هي: "لا" ..فالكثير من الناس من شعوب العالم المختلفة عاشت هذه التجربة مراراً ..وليس هنالك ارتباط بينها وبين المعتقد ..سوى في أمر واحد وهو "نوعية الهلاوس البصرية" ..لا أكثر ..

في المرحلة من النوم التي تحدث فيها هذه التجربة ..يكون النائم في مرحلة ما يُعرف علمياً بـ"حركة العين السريعة"، وفي هذه المرحلة بالذات يعيش النائم الأحلام المختلفة، وتكون العضلات ساكنة ..أو مشلولة ..وهو أمر صحي جداً لأنه تخيّل أنك عضلات الجسد تستجيب للرؤى والأحلام المختلفة ..وما فيها من قفزات ومغامرات ..!! 

الآن ..فكرة الجاثوم ..أو ما يُعرف علمياً بـ"شلل النوم" هي أن يحدث وتستيقظ في هذه المرحلة من النوم، حينها يستيقظ الدماغ دون العضلات ..التي تكون مشلولة تماماً ..ما يجعلك عرضة ..وتربة خصبة للهلاوس المختلفة بناءً على خلفيتك الاعتقادية غالباً ..

أكبر دليل على أن الظاهرة هي مزيج جسدي نفسي بحت، ولا علاقة لأي مخلوقات ما ورائية بها، هي أننا في المنطقة العربية ..نرى وكأن عفريتاً من الجان بوجه قبيح ومخيف يجثم على صدورنا ..

في المقابل ..في أمريكا ..ونظراً لهوسهم الرهيب بفكرة الأطباق الطائرة والاختطاف من قبل المخلوقات الفضائية، فالكثير منهم -بلغ العدد بالملايين- رأى أنه تم اختطافه من قبل مخلوقات فضائية ثم إعادته ثانيةً ..وأقسم على ذلك! 

في اليابان ..يرون وحشاً أسطورياً ..يُطلقون عليه "كاناشيباري" ..أو "المقيّد بالحديد" ..

ويختلف الكائن الذي تراه ..حسب الجغرافيا ..وبالتالي لو كان المتسبب هو كائن واحد -الجان مثلاً- لتوّحد السبب ورأت جميع الشعوب نفس الكائن ..لكن هذا هو الدليل القاطع على صحة ودقة التفسير العلمي لتلك التجربة .. 

في الفيديو التالي ..المزيد من المعلومات حول الأمر مما ذُكر في المقال ..وعن الكائنات التي تُرى من الشعوب المختلفة ..للتنبيه الفيديو مُخيف قليلاً ..لضعاف القلوب "جداً" .. 
أتمنى لكم نوماً هانئاً :) 









Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More