تعديل

السبت، 25 فبراير 2017

انفصام أمة ..بين الواقع والرغبات ..!






من أطرف أنواع الانفصام المتفشي في أمتنا ..هو أننا نرى أنه لزاماً علينا أن نُدخل كل الأمم سوانا تحت رايتنا، ضمن الخيارات الثلاث الشهيرة: الإسلام، الجزية (طبعاً إن كانوا أهل ذمة أو مجوس) أو الحرب .. هذا هو ما نتبناه جميعاً وإن كنّا غير قادرين على تحقيقه في الوقت الراهن ..إلا أننا نتطلع وننتظر الدولة التي ستحمل هذه الأمنية ..وتجعلها واقعاً ..

موضع الانفصام الأول ..هو أننا نقف ضد داعش ..ونعتبرها إساءة ..وأجندة صهيوأمريكية ..رغم أنها الطريقة العملية الحقيقية لتحقيق "أمنيتنا" ..فهي ترفع راية الجهاد ..وتحارب كل من خرج عن المبدأ ..وتتوسع ..وباقية وتتمدد ..إلخ ..أم أننا كنّا في انتظار طريقة "كيوت" لتحقيق رغبتنا المكبوتة؟!  

أما الانفصام الثاني ..فهو بالرغم من أن تلك الأمنية ليست أمنية جماعة بعينها ..أو شخص أو اثنين ..بل هي أمنية كل فرد منا ..كل واحد بعينه ..بل هي في الحقيقة تتعدى الأمنية لتكون عقيدة ومبدأ ..وغاية ..رغم ذلك كله ..نستهجن أن الغرب -الجهة الأولية المستهدفة بأمنياتنا- يقوم بخطوات استباقية في بلادنا ..ويتآمر علينا ليل نهار ..لمنعنا من الوصول إلى ذلك اليوم الذي نحقق فيها أسمى أمانينا! 

فإذا كانت غايتنا المعلنة هي دحر وتدمير مخالفينا ..كيف نولول مما يفعله "خصومنا" ونستغرب من تحركاتهم  ..؟ 

والأمر الأهم من كل ما سبق ..هو أنه لتقوم بفتح البلدان ..واستعمارها ..لابد أن تملك اليد العليا ..و"الحضارة" الأعظم ..لتنقلها إليهم ويعيشوا في كنفها ..فأي يدٍ أعلى نملك ..وأي شيء لدينا نتميز به فنسودهم ..ونستحل بلادهم التي آوت من هربوا إليها من شلالات الدماء التي أغرقت البلاد والعباد ..! 

ختاماً .. إما أن نكون على قدر "أمانينا" ..أو نغيرها ونرى هل سيختلف تعامل العالم معنا ..؟! 
 أما وضع "الانفصام" ..لا يصنع حضارة ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More