تعديل

الأربعاء، 11 يناير 2017

عادة اجتماعية في الزواج..أقل ما يُقال عنها أنها مستفزة للغاية!



كثيراً ما تستوقفني العديد من مظاهرنا وعادتنا الاجتماعية في المجتمع العربي ..حتى أن فكرة تخصيص كتاب اجتماعي يناقش مجتمعنا وعادته بإسهاب وتحليل ..استهوتني كثيراً لولا الوقت وخشيةً من عدم نضوج المجتمع بما يكفي لتقبل ما قد يُطرح عليه! 

لكن ..قد أناقش في تدوينات جزئيات معينة على طريقة "بقعة الضوء" ..بالتركيز على جانب بعينه ..بشكل سريع ومركز ..

أبدأها بعادة ..أقل ما يُقال عنها أنها مستفزة للغاية ..وهي تقبع ضمن الزواج على الطريقة التقليدية ..أو ما يُعرف بين الناس باسم "زواج الصالونات" ..وهي حينما تُصرّح والدة الشاب المقبل على الزواج عن إعجابها بإحداهن ..ثم يتبين لها -لسوء الحظ!- أنها متزوجة ..فيظهر حينها السؤال المستفز .."ألها أخوات بنات ..؟!" ..!! 

أما الأكثر استفزازاً ..هو حينما يصدر هذا السؤال عن الشاب نفسه ..حينها تأكد تماماً أنه يملك عن الحياة الفكرة الخطأ ..ويبحث عن الشيء الخطأ ..في المكان الخطأ ..وباختصار ..هنالك خطأ قاتل في مفهومه عن الإنسانية ..المرأة ..والحياة ..! 

أعزائي في المجتمع العربي ..

أولاً ..كل إنسان هو كيان بذاته ..غير قابل لمبدأ النسخ واللصق .."Copy ..Paste" ..! من رأيتَها وأعجبتك هي كيان ..وأخواتها كلٌ منهن كيانٌ آخر مستقل بذاته وعاطفته ومشاعره .. لا علاقة لواحدةٍ منهن بالأخرى ..فهذا المبدأ في البحث يصلح حينما تبحث عن مانيكان ..وليس عن شريكة حياة تُبادلها الحب والمودة والرحمة ..

ثانياً ..النظرة التشيئية للمرأة ..هي أمر لا نستطيع أن ننتهي منه للأسف ..والطامة الكبرى أن من يُشارك فيها ويُبقيها ويعززها هي المرأة نفسها ..فالأمر كما ذكرت قد يبدأ من والدة الشاب ..وهي امرأة ..والأولى بها أن تنحاز بشدة ضد فكرة "التشييء" حتى لو كان الطرف المضاد هو ابنها .. 

أخيراً ..هي أزمة المنطلقات ..منطلق المواصفات القياسية الظاهرية ..وانفصالها عن الجوهر ..والحقيقة أنه بعد المعشر عادةً ما ينفصل المظهر ..ويبقى الجوهر ..وهو الأدوم ..ربما هذه النقطة بالتحديد سيكون لها إسهاب بالغ لو ناقشت الزواج التقليدي ذات يوم ..لكن حتى حينه ..أستغرب بشدة الزواج دون البحث عن أدنى خيط من الانسجام العقلي ..والروحي ..والعاطفي ..ويُكتفى في الشائع بانطباع العين وتقييم العقل فيما يشبه تقييم لوحة فنية في دقائق معدودة ..تعكس لك لقطة واحدة من لقطات الحياة ..! 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More