تعديل

الأحد، 13 أغسطس 2017

عين على الباهي ..عروة الزمان




عروة الزمان الباهي ..محمد فال أباه الذي عُرف بالباهي ..

سمّاه منيف زوربا العربي .. وقد أجاد التشبيه حقاً إلى حد ما .. 

في الحقيقة ..لم ينتهِ إليّ ..أن رجلاً كتب عن رجلٍ عاصره بهذه الحماسة ..وبتلك القوة والإعجاب الذي لا يُقارن! 

تحدث عبد الرحمن منيف بإسهاب عن نضال الباهي ..منشأه في شنقيط وتاريخه ..

مغامراته ..انتهاؤه في باريس ..صراعه بالفعل وبالكلمة ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر ..وتحشيد الرأي العام الفرنسي لدعم التوجهات التحررية للشعب الجزائري العظيم ..

ما توقفتُ عنده كثيراً وأصابني بالكآبة الحقيقية ..هو عندما عرّج منيف عمّا حدث للباهي من صدمة ..حينما بدأ صراع الثوار الجزائريون مع بعضهم البعض ..حتى قبل أن توضع الكعكعة على الطاولة ..! 

بدأ حاملوا السلاح يدعون الفضل لهم وحدهم وهم الأحق بالإرث ..وفي مواجهتهم أرباب الكلمة والرأي والصراع السياسي ..ثم احتجّ الأسرى والمعتقلون ومناضلوا السجون ..ليتبعهم من ناضل لإخراجهم ..ليكون صراعهم دمويّاً ..وليكتئب الباهي ويعود أدراجه إلى باريس ..التي تُحبب إلى قلبه مع الوقت ..ويحاول أن يزرع شيئاً من التهدئة من خلال مقالاته التي كان يرتقبها الجميع

المُحبط ..أن العقل العربي مصاب بهذا الداء في كل وقت ومكان كما يبدو، وهذا ما عوّل عليه الاحتلال الإسرائيلي حينما انسحب من قطعة الجبن الصغيرة جداً -غزة- ليترك للعقلية العربية دورها في أن تتكفل بخوض الصراع على هذا الفتات وتنسى الكعكعة الأكبر ..وتنسى القضية الأهم ..بل وتنحدر إلى صراع داخلي سقيم ما زالت آثاره تكوي في الشعب الفلسطيني حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات ..! 

الباهي ..شخصية عميقة ..وعفوية ..
أرتبط مع تلك الشخصية بشكل رئيسي في خصلتين ..
الأولى أنه مولع بالشعر ..وليس بشاعر ..
والثانية ..أنه كثير التأجيل لمشاريع ينوي أن يقوم بها ..ومات ولم يفعل! 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More