تعديل

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

قطط أم قراصنة ..؟!


تناقل الرواةُ أن سرعة الانترنت في غزة تتمتع بسرعة تفوق "الرهْوان*" ..! 

وحدثني من أثقُ بحديثه أن فاتورة الهاتف تحمل معها قسْراً وحصراً رسْم أو مكْس فتح النافذة، ليتسنى لك التقاط نصيبك من القطرات من شركة تُدعى "مزوّد خدمة"، وهي باختصار كيان يؤدي وظيفة "الماريونيت" ..والدليل أنك لا تشعر بأي اختلاف أو تباين في سرعة تلك "الخيل" ولو طُفتها تباعاً ماريونيتاً ..ماريونيتاً! 

عين المؤامرة الكونية تتمثل في عمليات المضاعفة المستمرة للسرعات، والتي لا تزيد من الانترنت إلا بؤساً ..وانقطاعاً ..فترى ال16 ميجا ويكأنها 516 كيلو في السرعة الأداء .. واعجبي! 

وقد روى الشعراء في ذلك أقوالاً، فورد عن امرؤ النت قوله: 


أرقامُ سُرعات والوهمُ موضعها *** كالسلحفاةِ تحاكي سرعةَ الفهدِ 


أما المتنبئ بالمأساة فقال: 


لا تُوصلُ النتَ إلا والأسى معه *** إنّ (السمانَ**) لأنجاسٌ مناكيدُ 


العجيب ..أن أسعار تلك الخدمات حقاً مرتفعة جداً مقارنة بأقوامٍ آخرين، أما الأعجب فهو مهارات القطط السمان في زيادة حصتهم من دمائك تحت بنود "الحملات"، ثم بعد ذلك كله لا تلتفت إلى التفاصيل فيما يخص تحصيل ثمار عمليات القرصنة التي لا تنقطع ..المهم هو قطعك أو تقطيعك في رواية أخرى ..!





وعلى سبيل المثال فقد تدحرجت في قطعك بأساليبها الابتزازية التي هي دائماً باقية ..وتتمدد، فكانت تقطع رأس الخدمة بعد ثلاث فواتير، ثم اثنتين بعد إنذارات وتذكيرات تستغرق أسبوع لكل من الخدمتين، الهاتف والانترنت، أما الآن فقد اقتربت من أوج السباق فلا تنتظرإلا 24 ساعة بعد رسالة التحذير شديدة اللهجة: "ادفع وإلا" ولا يعنيها أن تُجدول التحصيل مع رواتب الموظفين مثلاً بأن تنتظر فقط أياماً معدوداتٍ ثم لتفعل ما بدا لها، في ذلك الموظف الذي لا يتوقف أحد ليتنظره قليلاً.

المزعج حقيقةً أنها تدحرجت في تضييق السوار في الوقت الذي زاد فيه الضيق على الجميع، وكأنها ليست جزء من الشعب ولا تهتم بمعاناته، وهذا لعمري من أعجب ما سخرت منه الأقدار! 

أما الأوْج المنتظر، فهو أنك قريباً قد تدفع ثمن الخدمة قبل الحصول عليها، على طريقة القطة جوال .. 


ـــــــــــــــــــــــــــــ
* رهْوان: من رهْو، وهو الساكن اللين، يُقال: افعل ذلك رهْواً أي ساكناً على هينتك، وجاءت الخيل رهواً: متتابعة لينة، المصدر: المعجم الوسيط.
** السمان، يقصد القطط السمان، وهو اللقب الذي اشتُهرت به شركات مصاصي الدماء في عصره




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More