الفرق بيننا وبين جيل الصحابة الكرام والجيل الذي تلاه ممن سادوا العالم وفتحوا البلدان وبنوا تاريخنا الذي نعتز به ..الذي نفشل مراراً وتكراراً في إرجاعه.. هو أنهم كانوا يناقشون الدعوة إلى الله أما نحن فنناقش التكفير ومن على ملة الإسلام ممن هو خارجها ..!
عبادة بن الصامت حينما ناقش رستم -قائد جيوش الفرس- لم يقل له نحن نكفركم ولهذا نقاتلكم ..بل قال قولته الخالدة: "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" ، فحمل رسالة ..حملها الأنبياء ..وهو فرد من المسلمين ..وبالتالي مُبَرر الأفعال الفردية وتصرفات خارجة عن منهاج الجماعة عذر غير مقبول من الفرد ومن الجماعة ..
وياليتها ملةً واحدة تقرر في الأمر ..بل كل جماعة تعتبر نفسها: -أهل السنة والجماعة- و -الطائفة المنصورة- و -الفرقة الناجية- وما سواها فهو باقي الثنتي وسبعين جماعة الخارجة المسلمين ..!
الأصل أن نركز في تحرير بلادنا من استعمارها العسكري والفكري بالتوازي مع الدعوة إلى الله ، والفرحة بكل نفس تنجو من النار أما أن نبحث عمن هو في النار من بين أظهرنا ممن هو خارجها فليس هذا هو الاتجاه الصحيح للبوصلة ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق