رغم أنه ليس لي خبرة بالقوافي
والأوزان الشعرية إلا من بعض المحاولات القديمة ..الفاشلة نوعاً ما ، أذكر
أبرزها على ما جاء ، خمسون بيتاً في الهجاء وقافيتها حرف الراء ، إلا أنه
لابد من العودة يوماً لتلك المحاولات في ساعة من ساعات الملل الأزلية التي لامفر لأي كائن بشري من أن يمر بها ..
وحينما قررت العودة ، لم أعرف من أين أبتديء فتذكرت ذلك الطالب الفاشل
الذي ذهب لامتحان البلاغة دون أن يذاكر شيئاً ، فما كان منه إلا أن ترك
الصفحات بيضاء ساطع لونها وخط قلمه أبيات لمدرس البلاغة يخبره فيها عن مدى
فشله كان مطلعها:
أبشير قل لي ما العمل *** واليأس قد غلب الأمل
فقلت لنفسي من هنا أبدأ ..وبهذا الفاشل أقتدي فجاءت الأبيات في معارضة للطالب المجهول ورأيتُني أقول:
أبشير لو صادفتنا *** في الحي ورأيت المُقَل
لعلمت أن دموعنا *** فاضت وصارت كالمطر
أرأيت كيف لساننا *** العربي أصلب من جبل
أعلمت أن كلامنا *** في الوزن أحلى من عسل
اقرأ فإن كتابنا الــ *** قرآن أفضل مانـــزل
واعمل فإن بيانه *** في النصح أفضل ما نُقل
إياك من أن تستكينْ *** وتقول ماليَ والعمل
أو أن تُقصر في الأجور *** مهما لنفسك قد حصل
واجعل لقلبك ساعةً *** تمحو عن النفس الملل
إن السماء كريمةٌ **** والأرض مطلبها المطر
والخير مهما رَجَوْتَه **** فلكل مرجوٍ عمل
ولكل سطر نهايةً **** ولكل مكتوب أجل
م. أحمد جندية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
زمن التأليف والضبط: 20 دقيقة
0 التعليقات:
إرسال تعليق