حينما تناقش أحد المتبعين من غير علمٍ أو هدى حول قضية نراها رأي العين لا مراء فيها ولا جدال مما يعيش فيه المسئولون من رغد عيش وترف ظهر عليهم ولحق بعوائلهم وأبنائهم -مما كان من أهم من انتُقد فيه من سبقهم- وتراه يقول لك مستمراً في الدفاع ومستميتاً في التبرير "هذا ليكون المسئول في راحةٍ من البال فتكون خدمته للناس في أفضل حال" ..حينها تُفكر جدياً في الانتحار لكن تتراجع عن القرار لأنه ليس من المفيد ولا هو بالرأي السديد أن تُخلي للظلم الساحة يفعل فيها ما يُريد ..!
وتتذكر كم تحدثنا سابقاً عن عدل عمر وكيف حكم الأرجاء وساد في عهده الإسلام الأنحاء فكانت الأمة في أفضل حال رغم أن زعيمها ثوبه بال ونومه شهد عليه رسول الفُرْس الراكب تحت شجرة وحيداً دون حرس أو مواكب فقال قولته الشهيرة ..حكمت ..فعدلت ..فأمنت ..فنمت يا عمر ..
فعلمنا يقيناً من تارخينا المشرف أنه ليس بالضرورة ولا هي من الأمور الثابتة المسطورة أن يكون الزعيم في رَغَد لينهض برعيته وبالبلد ..كما أن الزعيم وقت البلاء يكون كأقل المسلمين حالاً حتى تنقشع الغمة ويعم الخير على الأمة ..ففي غزوة الأحزاب حينما اشتكى أحد المسلمين لنبي الله الجوع وأنه قد ربط على بطنه حجر ..فكشف عن بطنه سيد البشر ليكشف عن حجرين بدلاً من حجر ..!
وفي عام الرمادة يا سادة ..لم يأكل أمير المؤمنين اللحم حتى اطمأن أنه لبقية المسلمين ..سهل ..
وفي النهاية لا أجد ما أقول خيراً من قول الله في هكذا مشهد ..
"كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
0 التعليقات:
إرسال تعليق