ورأى ابن فرذلند في نومه كأنه راكب على فيل فضرب نقيرة طبل فهالته رؤياه وسأل عنها القسوس والرهبان فلم يجبه أحد، ودسَّ يهوديٍّا إلى من يعلم تأويلها من المسلمين فدل على عابر فقصها عليه ونسبها إلى نفسه فقال له العابر: كذبت ما هذه الرؤيا لك، ولا بد أن تخبرني مَن صاحبها وإلا لم أعبرها لك. فقال له: اكتم ذلك؛ هو ألفونسو بن فرذلند. فقال العابر: قد علمت أنه رؤياه ولا ينبغي أن تكون لغيره، وهي تدل على بلاء عظيم ومصيبة فادحة تؤذن بصلبه عما قريب؛ أما الفيل فقد قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ ، وأماضرب النقيرة فقد قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ ، فانصرف اليهودي إلى ابن فرذلند وجمجم له وذكر له ما وافق خاطره ولم يفسرها له.
تعليق: لم أرَ سبباً لما قام به اليهودي من كتمان التفسير إلا لرغبته في وقوع الحرب ، فلم يخالف طبع يهود الذين قال الله تعالى فيهم: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا"
0 التعليقات:
إرسال تعليق