تعديل

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

لكل شيء من الأشياء ميقات

أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة في المعتمد_بن_عباد: 

لكل شيء من الأشياء ميقات       ***  وللمنى من منائيهن غاياتُ
والدهر في صبغة الحِرباء منغمس ***   ألوان حالاته فيها استحالات
ونحن من لعب الشطرنج في يده  *** وربما قُمرت بالبيدق الشاة
انفض يديك من الدنيا وساكنها      *** فالارض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها السفلي قد كتمت    ***   سريرة العالم العلوي أغمات
طوت مظلتـها لا بــل مــذلـتـها  ***   من لم تزل فوقه للعز رايات
مَن كان بين الندى والبأس أنصلُه  ***   هندية وعطاياه هنيدات
رماه من حـيث لم تـستـره سـابــغة   ***  دهر مصيباته نبل مصيبـات
وكــان مـلء عـيـان الـعين تبصره *** وللأمــاني فـي مـرآه مـرآة
انكرت الا التواآت القيود به        ***    وكيف تنكر في الروضات حيات
غلطتُ بين هَمايينِ عُقدنَ له       ***   وبينها فاذا الأنواع أشتات
وقلت هنَ ذؤابات فَلم عكست     ***    من رأسه نحو رجليه الذؤابات
حسبتها من قناه أو أعنته        ***    اذا بها لثقاف المجد آلات
دَرَوهُ ليثاً فخافوا منه عادية        ***    عذرتهم فلعدو الليث عادات
منه المهابات في الارواح آخذة     ***    وان تكن أخذت منه المهابات
لو كان يُفرجُ عنه بعض آونةٍ        ***    قامت بدعوته حتى الجمادات
بحر محيط عهدناه تجيء له        ***    كنقطةِ الدارةِ السبعُ المحيطات
لهفي على آل عباد فانهم          ***    أهلة مالها في الأفق هالات
تمسكت بعرى اللذات ذاتهم       ***  يا بئس ما جنت اللذات والذات
راح الحيا وغدا منهم بمنزلةٍ        ***     كانت لنا بُكَرٌ فيها وروحات
أرضٌ كأنّ على أقطارها سُرُجا      ***     قد أوقدتهن في الاذهان أنبات
وفوق شاطيء واديها رياضُ ربي   ***     قد ظللتها من الأنشام دوحات
كأن واديها سلك بلبتها         ***     وغاية الحسن أسلاك ولبات
نهر شربت بعبريه على صور         ***     كانت لها فيَ قبل الراح سورات
وكنت أورق في أيكاته ورقاً         ***   تهوى ولي من قريض الشعر أصوات
وكم جريت بشطى ضفيته الى    ***  محاسن للهوى فيهن وقفات
وربما كنت أسمو للخليج به         ***    وفي الخليج لأهل الراح راحات
وبالغروسات لا جفت منابتها         ***    من النعيم غروسات جنيات
معاهد ليت اني قبل فرقتها         ***    قد مت والتاركوها ليتهم ماتوا
فجعت منها باخوان ذوي ثقة        *** فاتوا وللدهر في الاخوان آفات


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More