فشا في بلاد الأندلس خبر توقيع ابن عباد وما أظهر من العزيمة على إجازة
الصحراويين والاستظهار بهم على ابن فرذلند، فاستبشر الناس وفُتِحَت لهم أبواب
الآمال، وانفرد ابن عباد بتدبير ما عزم عليه من مداخلة يوسف بن تاشفين، ورأت
ملوك الطوائف بالأندلس ما عزم عليه من ذلك؛ فمنهم من كتب إليه، ومنهم من شافهه،
كلهم يحذره سوء عاقبة ذلك وقالوا له: الملك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمد واحد.
فأجابهم ابن عباد بكلمته السائرة مثلًا: رعي الجمال خير من رعي الخنازير. أي أن
كونه مأكولًا لابن تاشفين أسيرًا يرعى جماله في الصحراء، خير من كونه ممزقًا لابن
فرذلند أسيرًا يرعى خنازيره في قشتالة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق